يقع سوق الجمعة بمحافظة الإسكندرية، على مقربة من الميناء، وبالتحديد عند منطقة اللبان غرب المدينة، ويجمع تجارًا من محافظات عدة، يومي الخميس والجمعة، لعرض بضائعهم القديمة والمستعملة، وستجد أثناء تجولك ما يخطر ولا يخطر ببالك، وبأسعار زهيدة. أنشأ السوق أفراد من الجالية اليونانية، التي كانت تقيم بالإسكندرية قبل 100 عام، ليكون مكانًا لبيع التحف والمقتنيات الثمينة القادمة من الدول الأوربية، عبر المراكب والسفن بالميناء المجاور للسوق، إلا أنه تحول مع مرور السنوات إلى ملتقى تجار الخردة والأجهزة والمقتنيات المستعملة. وأجرت "التحرير" جولة ميدانية في السوق، والتقت بعدد من التجار به. وقال الحاج سعيد منصور، أنه قضى نحو 30 عامًا في بيع المقتنيات القديمة، مضيفًا: "السوق في البداية كان مقصورًا على التجار الخواجات، لا يتجاوزون 10 تجار، يبيعون التحف القادمة من أوروبا، لكن الآن هناك تجار من مختلف المحافظات يأتون لبيع المنتجات القديمة والمستعملة". وأضاف منصور: "زبائن السوق ليسوا من الفقراء كما يعتقد الكثيرون، فهناك مواطنين من مختلف الفئات والطبقات يتوافدون على السوق، منهم من يبحث عن منتجات كهربائية بحالة جيدة، أو تحفة نادرة يضعها في منزله"، مشيرًا إلى أن السوق يحوي كل شيئ. وعن المشاكل التي تواجه تجار السوق، أكد محمد السيد، صاحب "فرش" لبيع الخردة، أنه ينقسم لباعة أصحاب محال تجارية، وهؤلاء أوضاعهم مقننة، وأصحاب "فرش" مثله، موضحًا أن مطلبهم هو تقنين أوضاعهم، وتوفير باكيات لهم على غرار سوق محطة مصر. وقال عزيز راجي أن الوضع بالسوق الآن لم يعد كما كان، فخلال ال 10 سنوات الأخيرة، تردت حالة السوق، وأصبح مكانًا ليس لبيع حتى الأشياء القديمة، التي تحتفظ بقيمتها وحالتها، ولكن أصبح مكانًا لبيع المنتجات الصينية والسلع الرديئة، معقبًا: "زمان كان السوق مكانًا يتوافد عليه الأثرياء لشراء التحف، ومن بينهم فنانين ورجال أعمال ومشاهير، وأتذكر جيدًا أن الفنان محمود عبد العزيز جاء هنا لشراء تحفًا نادرة لفيلته".