اضطر الآلاف من أبناء قرية السلاموني التابعة لمركز أخميم بسوهاج للعودة إلى الطلمبات الحبشية بعد انقطاع مياه الشرب عنهم لأكثر من 20 يومًا متتالية بسبب السدة الشتوية التي تعرضت لها المحافظة وتستمر لمنتصف الشهر الجاري، كل ذلك على مرأى ومسمع من مسؤولي شركة المياه بسوهاج، والتي اكتفت بنقل سيارة مياه للقرية يوميا أو كل يومين سيارة، حيث يتدافع عليها الأهالي صغارًا وكبارًا، لأخذ حظّهم منها والذي يقدر على الأكثر بصفيحة أو اثنتين، والتي لا تكفي لسد حاجتهم لنصف النهار ثم يستكملون يومهم من كميات المياه المتبقية بالترعة القريبة منهم، وهي ترعة الفاروقية أو الطلمبات، وهو ما يعرضهم لاحتمال الإصابة بالكثير من الأمراض الخطيرة. وطالب شادي محمد، مهندس، من أبناء المركز، شركة مياه الشرب بالاهتمام بشكل أكبر بالقرية، حيث إنه من المفترض أنهم على علم بميعاد السدة الشتوية كل عام ومن ثم كان جديرا بهم أن يكونوا قد أعلنوا الطوارئ منذ بداية شهر ديسمبر الماضي، فكثير من الأهالي لم يجدوا بدًّا غير توجههم للطلمبات الحبشية التي تنقل لهم كما كبيرا من الأمراض على المدى القريب والبعيد. ويقول محمد سيد، طالب: "إننا فور مشاهدة الأهالي يهرولون حاملين الأواني والصفايح، نهرول كغيرنا تجاه السيارة، وكل حسب شطارته، فيه اللي بيقدر ياخد صفيحتين وثلاث، وفي اللي بيرجع بيها فاضية تاني"، ويستكمل مبتسمًا: "بس أنا الحمد لله بارجع بيها مليانة".
وكان قد تسبب الزحام حول سيارة فنطاس المياه التابعة لشركة مياه الشرب، لحصول الأهالي على المياه في وفاة أحد الطلاب ويدعى السيد محمود، حيث اصطدمت به السيارة عقب أن قامت بتوزيع حمولتها، وأقر السائق بعدم رؤيته الطفل وأنه كان يستعد للخروج من القرية والعودة إلى الشركة.
وعن معاناة أهالي القرية، قال العميد ناجح إبراهيم، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بسوهاج، إن سبب انقطاع المياه عن تلك القرية هو السدة الشتوية التي تتعرض لها المحافظة فقط، وهي من 19 ديسمبر حتى 15 يناير الجاري، حيث إنه من المتوقع أن تنتهي نهاية الأسبوع المقبل، وسوف تعود المياه إلى القرية.