يبصقون كثيرا فى الشوارع ويتحدثون بصوت مرتفع ويخالفون إشارات المرور.. تصرفات اختصرها نائب رئيس الوزراء الصيني وانج يانج فى كلمتين: «قلة تربية»، وكان يتحدث عن السائحين الصينيين الذين قال إنهم يضرون بصورة بلادهم فى الخارج. وحسب صحيفة «شنجهايست» أدلى وانج بهذه التصريحات فى أثناء اجتماع لمناقشة قانون السياحة الجديد، مشتكيا من أن هذه التصرفات تشوه سمعة وصورة الصين. والبصق من السلوكيات الشائعة للغاية فى بعض مناطق الصين، وهو ما استخدمته السينما الأمريكية أحيانا للتهكم على الصينيين، والكثير من الصينيين، خصوصا كبار السن لا يعتبرونه تصرفا معيبا أو غير مهذب، حسب ما يشير تقرير ل«بى بى سى». والمسؤولون الصينيون مهمومون للغاية بالمظهر الحضارى لبلادهم، فقبيل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية عام 2008 فى بكين، حاولت الحكومة حث المواطنين على تحسين سلوكياتهم، خصوصا الحد من البصق وإلقاء القمامة فى الشوارع. ومعروف أن الزعيم الصينى دينج زياوبينج، الذى أدخل مجموعة من القواعد لمناهضة البصق فى ثمانينيات القرن الماضى، كان هو نفسه معروفا بأنه يبقى إلى جواره «مبصقة» حتى خلال اللقاءات رفيعة المستوى، ومن بينها لقاؤه رئيسة وزراء بريطانيا الراحلة مارجريت تاتشر. تأتى هذه التصريحات فى ظل تزايد الشكاوى من عدد من البلدان، خصوصا فى شرق آسيا من سلوكيات السائحين الصينيين. وتقول صحيفة ال«واشنطن بوست» الأمريكية إن البعض فى هونج كونج يشعرون بأنه على الرغم من أن الصينيين أصبحوا أكثر ثراء فإنه لم يبد أى تحسن كبير فى سلوكياتهم. ويشير تقرير سابق ل«بوست» من إندونيسيا إلى أن المواطنين فى هذا البلد يعتبرون تزايد أعداد السائحين الصينيين نعمة ونقمة فى الآن ذاته، ويشبهون تصرفاتهم بتصرفات «الأمريكيين الوقحين» فى ستينيات القرن الماضى، خصوصا بسبب الصوت المرتفع، وهو الانطباع الذى شاع عن الأمريكيين فى أوروبا وغيرها من أنحاء العالم. ورغم كل هذا، تظل الصين أكبر مصدر للسياحة حول العالم، حيث بلغ عدد السياح الصينيين 83 مليونا العام الماضى، وحسب تقرير صادر حديثا عن الأممالمتحدة فقد أنفق السائحون الصينيون رقما قياسيا العام الماضى بلغ 102 مليار دولار بزيادة 40% عن العام 2011