سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قالت إن سياح العشرة الكبار أنفقوا 483 مليار دولار خلال عام 2011 الإيكونوميست: ألمانيا وأمريكا والصين تتقدم الدول المصدرة للسياحة.. والسائح الصيني هو الأكثر سخاء!
لقد أصبحت الصين دولة من الدول الكبري المصدرة للسياح علي مستوي العالم وصارت الدول الأخري أشد حرصا علي جذب السياح الصينيين إليها وتلك دون شك احدي ثمار النمو الاقتصادي السريع الذي حققته الصين خلال العقود الثلاثة الماضية، وتقول مجلة "الايكونوميست" ان يانج رونجلين وهو مدرس صيني قد اعتاد أن يقضي اجازاته الصيفية داخل الصين ولا يبرحها إلي أية دولة أخري ولكن الرجل بعد أن بلغ سن الخمسين قرر أن يري العالم الخارجي بنفسه واشتري لأول مرة في حياته رحلة لمدة اسبوعين إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية. والحقيقة أن يانج قد انضم بذلك إلي عشرات الملايين من السياح الصينيين الذين سبقوه إلي ارتياد المغامرة والتجول في مختلف انحاء العالم وتقول الأرقام إن عدد الصينيين الذين اشتركوا في رحلات سياحية وغير سياحية إلي الخارج قد بلغ 38 مليون شخص خلال النصف الأول من هذا العام 2012 بزيادة 18% عن ذات الفترة المقارنة من العام الماضي وتقول الأرقام أيضا إن جملة انفاق السياح الصينيين في الخارج خلال العام الماضي 2011 بلغت 73 مليار دولار لتأتي الصين بذلك في المرتبة الثالثة بعد ألمانيا "85 مليار دولار" والولاياتالمتحدة "80 مليار دولار". وكما أشرنا من قبل فإن قضاء الإجازة خارج البلاد يعد ترفا مستحدثا بالنسبة للانسان الصيني فحتي بداية التسعينيات من القرن الماضي لم تكن الحكومة الصينية تعترف لمواطنيها بحق مغادرة البلاد لقضاء الإجازة في الخارج وكان الحصول علي جواز سفر لهذا الغرض مسألة شاقة بالنسبة للمواطن العادي، أما الآن فقد صار الحصول علي جواز السفر مسألة أسهل وصارت تأشيرات الخروج متاحة وتشمل 140 دولة من دول العالم. وأكثر من ذلك فإن التنافس علي اجتذاب السائح الصيني صار اشرس علي حد تعبير أندروا مكيفوي المدير العام لشركة السياحة تورزم استراليا، فالفنادق الاسترالية علي سبيل المثال صارت تقدم لروادها قنوات التليفزيون الصيني إلي جانب الأطعمة الصينية الشعبية في وجبة الأفطار، وبالمقابل أعلنت الولاياتالمتحدة في يوليو الماضي انها أصدرت منذ أكتوبر 2011 مليون تأشيرة دخول سياحية لأفراد صينيين بزيادة 43% عن الفترة المماثلة السابقة "أكتوبر 2010 - 2011" وقد ادركت الحكومات الأجنبية ان السياح الصينيين يميلون إلي التباهي والتبذير وان متوسط انفاق الواحد منهم علي رحلة قصيرة إلي أمريكا لا يقل عن 6 آلاف دولار وذلك حسب بيانات رابطة السياحة الأمريكية، وهذا المبلغ يزيد بمقدار الثلث عما ينفقه أي سائح آخر في أية رحلة مماثلة. والحقيقة أن هناك بعض الدول التي تأخرت في التهيؤ لجذب السياح الصينيين ومنهم بريطانيا التي لا تحصل سنويا إلا علي 147 ألف سائح صيني مقابل 2.1 مليون سائح صيني يذهبون إلي فرنسا كل عام ولعله لتغيير هذا الوضع قررت بريطانيا شن حملة لزيادة عدد زوارها الصينيين 300% من الآن حتي عام 2015 ومن بين مكونات هذه الحملة تسهيل الحصول علي تأشيرة دخول بريطانيا من أجل السياحة فنحن نعرف أن نظام اتفاقية شنجن الأوروبية يسمح للسواح بزيارة كل دول أوروبا من خلال تأشيرة واحدة أما زيارة بريطانيا فتحتاج إلي تأشيرة خاصة. وتقول مجلة "الايكونوميست" إن كل شيء في السياحة الصينية يتغير ففي الماضي كان السياح الصينيون يخرجون في مجموعات تتبع كل مجموعة منها مرشدا خاصة يحمل علما مميزا ولكن طريقة المجموعات هذه لم تعد تروق للكثيرين من سياح الصين الذين صاروا يفضلون الاستقلال في تحركاتهم وتعليقا علي ذلك يقول لوجياجيون الذي يدرس السياحة في الصين ان الشباب الصيني صار يبحث عن تجربة أعمق يخوضها بنفسه في رحلاته السياحية للخارج، وانه حتي متوسطي العمر من الصينيين صاروا أشد ميلا إلي الاستقلال في الحركة وهنا يقول المدرس يانج الذي أشرنا إليه في البداية انه يخطط في رحلته للخارج في العام القادم ان يستأجر سيارة وان هذه الرحلة ستكون بلجيكا، وهو يقول انه يريد احتساء البيرة بحرية والتقاط أكبر قدر من الصور التذكارية ويضيف قائلا: ان والديه لم يسبق لهما زيارة الخارج وانهما يريدان رؤية الصور التي يمارس فيها ابنهما حريته، ولا يخفي طبيعة الحال ان تطور السياحة الصينية هو جزء من تطور السياحة العالمية وزيادة الانفاق عليها من مختلف سياح العالم فإنفاق السائح الألماني زاد 8% في عام 2011 عما كان ينفقه في عام 2010 وزاد انفاق الامريكي 5% اما الصين فزاد 32% دفعة واحدة. وتقول بيانات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة ان بريطانيا التي تحتل المرتبة الرابعة من حيث جملة الانفاق علي السياحة الخارجية "50 مليار دولار" لم يزد متوسط انفاق السائح فيها سوي 1% اما فرنسا التي تنفق 43 مليار دولار علي السياحة فقد زاد متوسط انفاق السائح منها بنسبة 8% وفي المرتبة السادسة تأتي كندا "33 مليار دولار" بزيادة 11% بزيادة 6% ثم اليابان "28 مليار دولار" التي شذت عن القاعدة وانخفض متوسط انفاق السائح فيها بنسبة 3% خلال ذات الفترة المقارنة وفي المرتبة العاشرة تأتي استراليا "28 مليار دولار" وقد زاد انفاق السائح الاسترالي 21% في عام 2011 عما كان عليه في عام 2010. وبعملية حسابية بسيطة نستطيع القول ان أكبر 10 دول مصدرة للسياح في العالم ينفق سياحها 483 مليار دولار سنويا علي السياحة حسب أرقام عام 2011 وان هذه الأرقام في تزايد مستمر ولا تعد استثناء من هذا الاتجاه الصاعد سوي اليابان بسبب كارثة التسونامي التي ضربتها في العام سالف الذكر، وان الزيادة كانت مكونة من رقمين في أربعة دول هي الصين، وكندا وروسيا واستراليا وان الصين هي التي تقود هذا الاتجاه الصاعد في زيادة الانفاق علي السياحة الخارجية.