مقتل جايلين شانجابو، الصحفى بإذاعة «راديو قنال ريفيلاسيو»، الذى اختفى 12 يوما قبل العثور على جثته، تعتبر الأكثر خطورة ضمن قائمة آخذة فى الزيادة من الانتهاكات المرتكبة فى جمهورية الكونغو الديمقراطية ضد الصحفيين منذ بداية 2013. بلغت قضايا انتهاك حرية التعبير هناك نحو 57 قضية فى الفترة ما بين يناير ونهاية أبريل الماضى، وفقا للجمعية الكونغولية «صحفيون فى خطر». وفى 2012، سجلت الجمعية 184 حالة انتهاك حرية تعبير، وشملت 78 حالة مراقبة و59 حالة اعتقال للصحفيين، حسب تقرير لوكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية. الوضع الصعب الذى يعانى منه الصحفيون الكونغوليون تفاقم مع بداية الصراع بين الجيش ومتمردى حركة «إم 23» التى، وفقا لمزاعم، تدعمها رواندا وأوغندا. حاول كل من الجيش والمتمردون السيطرة على وسائل الإعلام عن طريق فرض تقييدات على حركة الصحفيين، وحظر وصول التقارير الخاصة بهم إلى الطرف المنافس، أو تهديد الصحفيين أصحاب التقارير المعارضة لأى منهما، مما دفع العديد من الصحفيين إلى مغادرة البلد، خوفا من القتل. أما إذاعة «راديو أوكابى» التى تمولها الأممالمتحدة، فرجعت وقف بثها من قبل السلطات الكونغولية إلى مقابلة سابقة كانت قد بثتها الإذاعة مع أعضاء من حركة «إم 23» بعد استيلائهم المؤقت على المدينة الاستراتيجية جوما. لكن حجة السلطات كانت أن راديو أوكابى لم توفر جدولا ببث برامجها للحكومة الكونغولية، فى حين أن هذا الجدول متوفر على الموقع الخاص بالإذاعة. من جانبه أنكر الرئيس الرواندى بول كاجامى دعمه بوسكو نتاجاندا، زعيم حركة «إم 23» الكونغولية المتمردة، وما ورد فى تقرير للأمم المتحدة من أن الجيش الرواندى يمد الحركة بالأسلحة، فى مقابلة حصرية مع صحيفة «ذا أوبزرفر» البريطانية أمس أحد. مضيفا: «لقد طلبت من أمريكا قتل زعيم المتمردين بصاروخ». كاجامى أشار فى المقابلة إلى أنه تعرض مارس الماضى فى أثناء زيارة لواشنطن لضغط كبير من جونى كارسون، مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون إفريقيا، لإلقاء القبض على نتاجاندا. وأضاف: «أخبرته: أنت تدعم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فى الكونغو، تلك القوة الكبيرة التى تمتلك كثيرا من الأموال. هل فشلت فى استخدام هذه القوات للقبض على أى شخص فى الكونغو؟ والآن أنت تتجه إلىّ، تتجه إلى رواندا؟». متابعا: «لقد قلت له بما أنك اعتدت على إرسال الصواريخ وقتل الناس، لما لا ترسل صاروخا وتتخلص منه وتوقف هذا الهراء؟ وكل ما قام به هو الضحك. فأخبرته: أنا جاد». كاجامى تابع بأن رواندا تحاسب على كل عيوب الكونغو، وأن الرئيس الكونغولى جوزيف كابيلا يريد إلقاء اللائمة على أى شخص، لأن جيشه عاجز عن الحرب. مضيفا: «هزيمة هؤلاء الأشخاص لا تتطلب شجاعة كبيرة، لأنهم لا يحاربون. يستمعون فقط إلى أصوات طلقات الرصاص، ويركضون طلقاء فى أى مكان ينهبون ويغتصبون». مضيفا: «يقولون إنهم لا يحاربون نتاجاندا، فى الواقع.. إنهم يحاربون رواندا».