في ظل ما تعيشه ليبيا، من أعمال عنف وسيطرة جماعات متشددة على أغلب المراكز الحيوية فى الدولة، طالب دبلوماسيون ومسؤولون منظمة الأسلحة الكيماوية في وضع خطط لشحن مخزون يبلغ 850 طنا من الكيماويات إلى خارج البلاد، وذلك من أجل تدميرها مثلما تم في سوريا. وأقيمت منشآت لتدمير الأسلحة الكيماوية وقد دمر بعضها، وحسب رئيس منظمة الأسلحة الكيمائية، كان هذا الأمر في فبراير 2014. ولكن قبل أن يتم تدمير المخزون الليبي من أسلحة الدمار الشامل، أُثيرت معلومات حول حصول تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، الذي يتمركز فى مدينتي سرت ودرنة، على بعض هذه الأسلحة ولا سيما غازي الخردل والسارين. سرقة مخازن الجنوب وفي 12 فبراير 2015، قالت مصادر عسكرية ليبية، إن ميليشيات مسلحة استولت على أسلحة كيماوية من بقايا مخازن معمر القذافي. وأكدت المصادر لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، أن المخازن تقع في الصحراء بجنوب وجنوب وسط، وأضافت أن لديها مخاوف من أن تصل مواد فتاكة، مثل غاز "الخردل" و"السارين"، لتنظيم داعش. وفي مقابلة أجرتها الصحيفة مع مسؤول عسكري ليبي، بشأن كمية الأسلحة الكيماوية، قال "للأسف، موجودة في أماكن أصبحت معلومة للميليشيات، لقد استولت على كميات منها لاستخدامها في حربها مع الجيش، سواء بشكل مباشر؛ أي باستخدامها ضد القوات العسكرية، أو بشكل غير مباشر، من خلال التهديد باستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية". في سياق متصل، كشف حراس محليون في منطقة الجفرة الواقعة على بعد نحو 600 كيلومتر جنوب شرقي طرابلس، أن مصنع الكيماوي الموجود في وادي "رواغة" كانت تحرسه كتيبة من مصراتة نقلت معها كميات غير معروفة من غاز الخردل، أثناء عودتها إلى بلدتها المطلة على البحر المتوسط، وكانت توجد خزانات تشبه الأقماع لاستخدامها في عملية النقل. وأشار مصدر عسكري ليبي للصحيفة، أن "القذافي ترك قبل رحيله نحو ألف طن مكعب من مواد تستخدم في صنع أسلحة كيماوية، ونحو 20 طنا مكعبا من الخردل الذي يتسبب بحروق شديدة للجلد، وعدة ألوف من القنابل المصممة للاستخدام مع خردل الكبريت". وكان يفترض تدمير هذا المخزون بناء على اتفاقات دولية عام 2004، لكن عملية التخلص منها لم تصل إلا لنحو 60 في المائة بسبب الانتفاضة ضد القذافي. معسكر سرت خاوي وفي 24 فبراير، قال مسؤول عسكري ليبي آخر، إن "كمية من غاز الخردل اختفت من معسكر بمدينة سرت"، وتوقع أن تكون وقعت في يد تنظيم "داعش"، مشيرا إلى أن التنظيم يسيطر على نقاط قريبة جدا من المعسكر، الذي يحتوي على غاز الخردل. وأفاد المصدر العسكري، بحسب ما أوردت "العربية. نت"، باطلاعه على وجود كميات كبيرة من غاز الخردل في مخازن معسكر "خشوم الخيل"، التي تقع على بعد 150 كم جنوب سرت، أثناء تكليفه بالإشراف على نقل ذخائر وإمداد من المعسكر لدعم القوات التي حاصرت القذافي في سرت، إبان الثورة الليبية عام 2011. وكشف المصدر أن جهات دولية حضرت صحبة كتائب من مصراتة، منها "كتيبة المرسى" إلى المعسكر منتصف العام 2012، لتنقل تقريبا نصف الكمية الموجودة في المعسكر إلى جهات مجهولة، ربما يكون ضمن برنامج دولي لتدمير هذه الأسلحة. وتابع: "رغم تأكدنا من بقاء كمية من هذا الغاز في المعسكر الخالي من أي حراسة منذ زمن، إلا أن مصادرنا تؤكد الآن اختفاء الكمية المتبقية بالكامل في المعسكر". وتوقع أن تكون يد "داعش" امتدت إليه، لا سيما وأنه قريب جدا من مكان تمركزها بسرت. بريطانيا تحذر وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن خبيرا بريطانيّا حذر من استيلاء تنظيم داعش وخلايا إرهابية على مخبأ أسلحة كيماوية في ليبيا، مما يشكل تهديدا كبيرا للأمن الأوروبي. وأوضحت الصحيفة أن الضابط السابق في الجيش البريطاني "هاميش دي بريتون جوردون"، أكد أن الجماعات الجهادية في ليبيا لديها كميات من غاز السارين وغاز الخردل، بعد تمكنها من هزيمة القوات الحكومية في جنوب وسط ليبيا. وأكد "جوردون" أن الأسلحة خطيرة جدا على الرغم من أن عمرها 10 سنوات، ويستند تحذيره إلى استخدام الرئيس السوري "بشار الأسد" طنا واحدا من غاز السارين في الغوطة وأجزاء من سوريا في شهر أغسطس عام 2013، وتسبب في قتل ما لا يقل عن 1000 شخص، بينما الكميات التي لدى الجماعات الإرهابية في سوريا إذا استخدمت سيكون أثرها أكبر. وأضافت، أن ليبيا مصدر خوف للدول الأوربية والكثير من الدول تعتبرها مصدر قلق من منظور أوربي واسع النطاق ويخشون من الأسلحة الكيميائية التي لدى داعش في ليبيا. قذاف الدم يؤكد وعزز هذه الأطروحات، قول أحمد قذاف الدم ابن عم الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، وأحد كبار المسؤولين السابقين في تصريحات صحفية، إن تنظيم داعش وضع يده على عدد من المخازن السرية التي تضم مواد كيميائية من ترسانة العقيد السابق، وأن التنظيم استعمل بعضها وباع بعضها الأخر، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإيطالية إيه دي أن كرونوس. وتابع فذاف الدم، أن التنظيم نجح في التعرف والوصول إلى مخازن سرية في قلب الصحراء الليبية كانت تضم مخزونا كبيرا من الأسلحة الكيميائية التي تعود إلى حقبة القذافي والمحفوظة بشكل سيء. وأضاف المسؤول الاستخباراتي السابق، إن داعش تسبب في حصول تسريبين على الأقل لمواد كيميائية في المرة الأولى عندما سرق 7 براميل من مادة السارين القاتلة وفي المرة الثانية عندما سرق 5 براميل إضافية. واستطرد قذاف الدم، أن التنظيم نقل الحمولة إلى شمال البلاد إلى معقله في سرت، لتخزين بضعها وبيع بعضها الآخر، وفق ما أكدت له مصادر استخباراتية قريبة منه في طرابلس. وكان يفترض أن يدمر القذافي، هذا المخزون بناء على اتفاقات دولية عام 2004، لكن عملية التخلص من هذه "المواد المعلومة" لم تصل إلا لنحو 60 في المائة بسبب الانتفاضة المسلحة ضد القذافي، وفقا للمصدر نفسه.