أعلنت تركيا، صباح الثلاثاء، أن تركيا أسقطت طائرة عسكرية روسية انتهكت مجالها الجوي بالقرب من الحدود مع سوريا. وقالت الرئاسة التركية، إن "طائرة روسية من طراز سوخوي 24، أسقطت طبقا لقواعد الاشتباك بعدما حلقت في المجال الجوي التركي على الرغم من التحذيرات". وبرر رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إسقاط الطائرة، بقوله: إن روسيا انتهكت المجال الجوي للبلاد، مؤكدًا أن من "واجب" تركيا القيام بكل ما بوسعها لحماية حدودها. وقال داود أوغلو للصحافة، "يجب أن يعلم الجميع أن من حقنا المعترف به دوليا ومن واجبنا الوطني، اتخاذ جميع التدابير اللازمة ضد كل من ينتهك مجالنا الجوي أو حدودنا". صورة توضح احتياز الطائرة الروسية للحدود التركية "الأناضول" وأفادت مصادر عسكرية تركية للأناضول، أن تحليلات الخبراء الخاصة بتتبع أثر الطائرة (الروسية) التي أسقطت بموجب قواعد الاشتباك، تؤكد انتهاكها أجواء تركيا. وأضافت المصادر العسكرية، أن الطائرة واصلت انتهاكها المجال الجوي التركي في منطقة "يايلاداغي" الحدودية مع سوريا، بالرغم من التحذيرات، مشيرة أن عمليات تتبع أثر الطائرة، تكشف ذلك بشكل واضح. وأسقطت طائرتان تابعتان للقوات الجوية التركية من طراز "إف-16"، قامتا باسقاط المقاتلة الحربية ، بموجب قواعد الاشتباك، عقب تحذيرها 10 مرات خلال 5 دقائق. وكانت رئاسة الأركان التركية، ذكرت في بيان على موقعها الإلكتروني، أنّ مقاتلة "مجهولة الهوية"، واصلت انتهاكها الأجواء التركية، رغم التحذيرات، وقامت على إثر ذلك، طائرتين تركيتين من طراز (F 16) كانتا تقومان بدورية في المنطقة، بإسقاطها في تمام الساعة 09:24 من صباح اليوم بالتوقيت المحلي. وفي نفس الإطار، أفادت قناة "سي إن إن تورك"، بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دعا إلى اجتماع أمني طارئ مع كبار القادة العسكريين، بما فيهم رئيس المخابرات، ورئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، وعدد من الوزراء. الرد الروسي من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الطيران التركي أسقط مقاتلة من طراز سوخوي 24 تابعة للجيش الروسي، لكنها نفت أن تكون خرجت من المجال الجوي السوري. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن بوسعها إثبات أن الطائرة كانت داخل الأجواء السورية طوال الوقت. وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تداعيات إقدام تركيا على إسقاط المقاتلة الروسية في أجواء سوريا. ووصف بوتين الحادثة بأنها "ضربة في الظهر وجهها أعوان الإرهابيين". وأوضح أن الطائرة الروسية من طراز "سو-24" أسقطت بواسطة صاروخ "جو - جو" تم إطلاقها من مقاتلة "إف-16" التركية وسقطت في أراضي سوريا على بعد 4 كلم من حدودها مع تركيا، مشيرا إلى أن المقاتلة الروسية لم تكن تهدد تركيا في أي حال من الأحوال، لأنها كانت تؤدي مهمة قتالية ضد داعش في سوريا. وقال بوتين إنه ستكون لإسقاط الطائرة الروسية "عواقب وخيمة" على العلاقات بين موسكووأنقرة. كما ألغى وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، زيارته الرسمية إلى تركيا، المقررة غدا لأربعاء، على خلفية الحادث. وكان من المقرر أن يبحث لافروف مع المسؤولين الأتراك عددا من الملفات على رأسها الملف السوري والأوكراني والحرب ضد الإرهاب، إلى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين، لكن حادثة الطائرة دفعت السلطات الروسية إلى الإعلان عن تأجيلها. وفي تصعيد جديد طالب نواب روس هيئة الطيران الفيدرالي الروسية بوقف جميع الرحلات الجوية مع تركيا. واتهم نائب رئيس مجلس النواب الروسي، وعضو لجنة الشؤون الدولية، نيكولاي ليفيتشيف، تركيا بدعم تنظيم "داعش" الإرهابي وإسقاط طائرة روسية فوق الأراضي السورية. واقترح "ليفيتشيف" إلغاء الرحلات الجوية الروسية إلى تركيا وإجلاء جميع مواطنيها، وذلك ردًا على إسقاط طائرة روسية من طراز "سوخوي 24" فوق الأراضي السورية. واستدعت وزارة الدفاع الروسية الملحق العسكري التركي في السفارة التركية في موسكو، بعد إسقاط الطائرة الروسية في الأراضي التركية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس". بينما استدعت وزارة الخارجية التركية القائم بأعمال السفير الروسي في تركيا، ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية الرسمية عن مصادر دبلوماسية قولها إن وزارة الخارجية التركية استدعت القائم بأعمال السفارة الروسية في أنقرة سيرغي بانوف لبحث مسألة الطائرة الروسية. وأضافت أنه تم استدعاء القائم بالأعمال بدلا من السفير الروسي، أندري كارلوف بسبب تواجد الأخير في إسطنبول للقيام بتحضيرات زيارة مقررة سابقا لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى تركيا. «الناتو» على الخط ويعقد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في الساعة 16.00 بتوقيت جرينتش، اجتماعا طارئا، تلبية لطلب من تركيا، عقب عملية إسقاط الطائرة الروسية وفق قواعد الاشتباك، لانتهاكها الأجواء التركية، عند الحدود مع سوريا. وذكرت مصادر في الناتو، للأناضول، أن الحلف يتابع عن كثب تداعيات إسقاط الطائرة الروسية، وأنه على اتصال مباشر مع المسؤولين الأتراك. اتهم وزير الخارجية البريطاني "فيليب هاموند" نائب من حزب العمال ب"الوقوف مع الأعمال الروسية"، بعد إثارة تساؤلات في البرلمان حول إمكانية بقاء تركيا حليف لبريطانيا. وأصر هاموند على أن تركيا تبقى "شريكا مهما جدا" للمملكة المتحدة، في حين رفض النائب من حزب العمال "دينيس سكينر" رؤية هاموند فيما يتعلق بدور تركيا المناهض لتنظيم داعش خاصة بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية. كما اتهم أيضا تركيا بشراء النفط من داعش من أجل "دعمهم"، فيما رد هاموند قائلا "فيما يتعلق بمسألة تركيا، تركيا حليف مهم لحلف شمال الأطلسي." وأضاف هاموند"تركيا لديها مفاتيح هامة جدا للعديد من القضايا سواء فيما يتعلق بالحرب ضد داعش أو فيما يتعلق بتحدي مشاكل الهجرة التي تواجه أوروبا، ولذلك ستظل شريكا هاما للغاية لنا وللاتحاد الأوروبي".