كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن أن وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون)، تجري تحقيقًا داخليًا موسعًا بشأن "تغييرات"، أجراها مسؤولون في القيادة المركزية الأمريكية على تقارير استخباراتية سرية بشأن أسباب اجتياح تنظيم "داعش" مدن العراق وسوريا العام الماضي، لإخفاء بعض إخفاقات الجيش الأمريكي. وقالت الصحيفة: إنه "عندما اجتاح مقاتلو داعش سلسلة من المدن العراقية في العام الماضي، كتب محللون في القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، تقييمات سرية لمسؤولي الاستخبارات العسكرية، وصناع السياسة، وثقت الانسحاب المهين لقوات الجيش العراقي". ولكن بحسب ما كشفه مسؤولو سابقون في الاستخبارات للصحيفة، فقبل إصدار التقييمات النهائية، أجرى رؤساء المحللين عليها تغييرات كبيرة، وورد في الوثائق المراجعة، أن الجيش العراقي لم ينسحب على الإطلاق، لكن الجنود ببساطة أعادوا الانتشار. وأوضحت نيويورك تايمز، أن هذه التغييرات هي في صميم تحقيق داخلي موسع يجريه البنتاجون مع القيادة المركزية، حيث يقول محللون: إن "المشرفين عدلوا التقارير النهائية، لإخفاء بعض إخفاقات الجيش الأمريكي في تدريب القوات العراقية، والتصدي ل"داعش" ويقول محللون: ان "المشرفين حريصون بشكل خاص لرسم صورة أكثر تفاؤلًا لدور أمريكا في الصراع". وأشارت إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة، صادر المفتش العام في البنتاجون عددًا كبيرًا من رسائل البريد الإلكتروني والوثائق من الخوادم (الحواسب الرئيسية) العسكرية، في إطار التحقيق في هذه المزاعم، واستعان بالمزيد من المحققين. وبينت أن الملفات الإلكترونية التي تم مصادرتها في إطار تحقيق البنتاجون تحكي قصة صعود الجماعة، من خلال رؤية القيادة المركزية التي تشرف على العمليات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا. وبحسب الصحيفة، فإن المحتوى الدقيق لتلك الوثائق غير واضح، وقد لا يرى النور بسبب الكثير من المعلومات السرية، لكن المسؤولين العسكريين أبلغوا الكونجرس أن بعض هذه الرسائل والوثائق ربما تم حذفها قبل أن يتم تسليمها للمحققين، وفقًا لمسؤول كبير بالكونجرس، طلب عدم ذكر اسمه للحديث عن التحقيق الجاري. وهو ما ذكره مسؤولون حاليون وسابقون لصحيفة "نيويورك تايمز" بشرط عدم الكشف عن هويتهم. وعلى الرغم من أن نواب الكونجرس يطلبون أجوبة حول تلك المزاعم فإنه ليس من الواضح أن المفتش العام قد تمكن من التحقق منها، ورفضت متحدثة باسمه التعليق. ومن جانبه، قال الكولونيل باتريك رايدر، المتحدث باسم القيادة المركزية: إن "القيادة رحبت برقابة المفتش العام، وسترد على طلبات الكونجرس للحصول على معلومات، وإن الجنرال لويد أوستن قائد القيادة المركزية الأمريكية، سوف يتخذ الإجراءات المناسبة بمجرد استلام نتائج التحقيق ومراجعتها".