مع تذكر الخدعة سيئة السمعة من إدارة جورج دبليو بوش في الفترة التي سبقت غزو العراق عام 2003، تظهر بعض التقارير الآن من داخل البنتاجون، وأجهزة الاستخبارات، تقول إن التقييمات الداخلية للحرب المستمرة على تنظيم داعش في العراقوسوريا تجري "فبركتها" و"تسييسها"، لتناسب التصريحات العلنية للرئيس، وأعضاء مجلس الوزراء، والقادة العسكريين. وفي عددها الصادر يوم الأربعاء الماضي، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين مطلعين على التحقيقات الداخلية" أن المفتش العام في البنتاجون يجري تحقيقا حول مزاعم بأن المسؤولين العسكريين قد زوروا التقييمات الاستخباراتية، كوسيلة لتقديم تفسير أكثر تفاؤلا عن العمليات الجارية ضد تنظيم داعش، والتي بدأت منذ أكثر من عام، يتمحور التحقيق حول تحديد ما إذا كان المسؤولون العسكريون قد غيروا النتائج التي توصل إليها المحللون قبل تقديمها إليهم. قالت الصحيفة إن وزارة الدفاع الأمريكية أكدت أنها تحقق في احتمال لجوء مسؤولين عسكريين إلى إعادة كتابة تقارير استخباراتية لإعطاء نظرة إيجابية أكثر بشأن التحالف العسكري ضد تنظيم داعش الإرهابي. وتضيف الصحيفة أن المفتش العام أطلق التحقيق بعدما تحدث محلل مدني واحد على الأقل في وكالة استخبارات الدفاع عن أدلة تؤكد أن مسؤولين في القيادة الوسطى الأمريكية يعيدون كتابةَ تقارير استخباراتية تقدم للرئيس "باراك أوباما" ومسؤولين آخرين. وتلفت الصحيفة إلى أن معلوماتها أخذتها من مسؤولين حكوميين لم تكشف عنهم، إلا أنه ليس واضحا متى تم تغيير التقارير أو من المسؤول عنها، وبحسب توجيهات لمكتب مدير الاستخبارات الوطنية التي تشرف على 17 وكالة استخباراتية، يمنع تحريف أي تقييم تحليلي. وقال المسؤولون للصحيفة:" إن شكاوى رفعت إلى المفتش العام في جهاز الاستخبارات، وبعد ذلك استلم القضية المفتش العام في البنتاجون، ومن شأن ذلك إذا تبينت صحته أن يظهر السبب وراء اختلاف التصريحات حول التقدم في الحرب ضد التنظيم. ووتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن تقارير البنتاجون كانت تتحدث دائما عن ضربات جوية مستمرة ضد داعش، وعن تراجع مستمر له في العراق وإعاقة لتقدمه في سوريا، إلا أن داعش يتحرك بأريحية على مساحات واسعة ومكشوفة في كل من البلدين دون أن يتعرض للضرب من التحالف الذي تشارك فيه أقوى دول العالم. وقال "بيتر فان بورين" الدبلوماسي الأمريكي السابق: "بخلاف النكات المنتشرة عن تناقض الاستخبارات العسكرية، فإن الاستخبارات السيئة تؤدي إلى قرارات سيئة، كما أن خلق هذه الاستخبارات بشكل متعمد يشير إلى خسارة الحرب، ويستنكف المسؤولون أن يعترفوا بذلك". وفي تناقض مباشر مع تصريحات كبار المسؤولين الحاليين والمتقاعدين في البيت الأبيض والبنتاجون، قال المسؤولون الذين تحدثوا للصحيفة إن مراجعات الاستخبارات الداخلية محل البحث ترسم صورة واقعية حول عدم فعالية عمليات إضعاف تنظيم داعش على مدى العام الماضي" وقال المسؤولون إن الوثائق تخلص إلى أن الحملة التي استمرت عاما كاملا لم تفعل سوى القليل، للحد من تدفق المقاتلين إلى داعش، وإن التنظيم خلال العام الماضي توسع في انتشاره بشمال أفريقيا وآسيا الوسطى". وعلى الرغم من أن التقييمات الاستراتيجية، والخاصة بساحة المعركة غالبا ما تحدث بعض الخلافات داخل مجتمع الاستخبارات، إلا أن تحقيق المفتش العام يشير إلى أن هذه الخلافات تتجاوز الخلافات "النمطية" الأخرى.