قالت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الأمريكية إن البنتاجون يعكف على تأسيس دائرة دفاع تجسسية جديدة تقوم على إرسال مئات الضباط من عملاء الاستخبارات السرية، إلى الدول الأكثر سخونة بمناطق ما وراء البحار. وأضافت الصحيفة، في تقرير أوردته على موقعها الاثنين، أن ذلك الإجراء الذى يسعى البنتاجون للقيام به) يهدف إلى التجسس على الأسرار المتعلقة بالتهديدات التي تعترى الأمن القومي الأمريكي ويأتي بعد عقود من التركيز بصورة رئيسة على حربها المزعومة ضد الإرهاب في العراق وأفغانستان. ونقلت الصحيفة عن مسئول رفيع المستوى، رفض الكشف عن هويته نظرا لحساسية الموضوع وسريته، قوله: إن هذا الإجراء جاء وسط وتيرة من القلق بأن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية جهاز البنتاجون التجسسي تحتاج إلى توسيع عملياتها إلى ما وراء مناطق الحروب وأن تعمل بتقارب أكثر مع جهاز الاستخبارات الأمريكي (سي آي إيه). وأضاف المسئول أن دائرة الدفاع الجديدة السرية ستضم حوالى 15% من قوى وكالة الدفاع الاستخباراتية العاملة، وسيركزون على جمع المعلومات الاستخباراتية حول الشبكات الإرهابية ، وناشري أسلحة الدمار الشامل بالإضافة إلى التهديدات الخطيرة الأخرى حول العالم ، فضلا عن جمع المعلومات التكتيكية لمساعدة القادة العسكريين على أرض المعارك. ونوهت الصحيفة إلى احتمال أن يتخصص عددا من الجواسيس الجدد في عمليات تقصى أهداف تعتبر حاليا أولويات استخباراتية تتضمن مناطق من إفريقيا والشرق الأوسط - المناطق التي ينشط بها تنظيم القاعدة وتابعيه - والبرنامج النووي في إيران وبرامج صواريخ كوريا الشمالية والتوسع العسكري المتزايد للصين . ورأت الصحيفة أن المبادرة التى صدق عليها وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا يوم الجمعة الماضي ، تهدف إلى تعزيز دور البنتاجون في جمع المعلومات الاستخباراتية وتعيين المزيد من ضباط المخابرات السرية والمحللين حول العالم ، وهى المهمة التي سيطرت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية لعقود واختلفت عليها وكالتي الاستخبارات الأمريكية والاستخبارات الدفاعية لزمن طويل. وقالت (لوس أنجلوس تايمز) إن هناك دراسة داخلية أجراها مدير الاستخبارات الأمريكية القومية العام الماضي، اثبتت حاجة وكالة الدفاع الاستخباراتية إلى تعزيز دورها التقليدي كما يجب عليها جمع وتعميم المزيد من المعلومات بشأن القضايا العالمية. وأوضحت الصحيفة أن الدراسة اكتشفت أيضا أن وكالة الدفاع الاستخباراتية لم تكافئ الكثير من ضباطها على مهامهم الناجحة مما جعله سببا رئيسا فى عزف الكثير منهم والاستقالة من مناصبهم بالاستخبارات الأمريكية . يذكر أنه يوجد أربعة أجهزة استخبارات أساسية بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) هي: وكالة الأمن القومي، ووكالة الاستكشافات، ووكالة التصوير والمسح الجغرافي، إضافة إلى وكالة الاستخبارات الدفاعية المعنية بإمداد الوزارة بالأدوات والتقنيات الاستخباراتية الحديثة. وقد أناط قانون إصلاح الاستخبارات ومنع الإرهاب الذى سن عام (2004) بمدير وكالة الأمن القومي إدارة هذه الوكالات ، لكن دون تجاوز لوزير الدفاع ، أما استخبارات الجيش والبحرية والقوات الجوية والأساطيل التجارية، فتقدم خدمات عسكرية وترتبط بمهمات محددة، وتعمل في خدمة الاستخبارات الدفاعية. وهذه الأخيرة تعد المنتج والمحلل المركزي الأول للمعلومات الاستخباراتية العسكرية في البنتاجون، حيث يعمل بها نحو 16500 موظف أمريكي، وتقود الهيئات الاستخبارية لوزارة الدفاع من خلال مديرها الذي يرأس مجلس الاستخبارات العسكرية ، كما تنسق أنشطة الجيش والبحرية ومشاة المارينز والمخابرات الجوية، وتطلع بمد القوات المقاتلة وواضعي السياسات ومخططي الدفاع بالمعلومات والبيانات. وقد تأسست عام 1961، ثم تمت إعادة تعريف دورها في عام 1986 كوكالة استخبارية لدعم العمليات القتالية، ورغم أنها الوكالة المناط بها العمل الاستخباري العسكري والتجسس على جيوش العالم ، فقد ظل العسكريون يعتبرونها ملاذا للهروب من العمل الميداني، لكن عناصرها أصبحوا في المقدمة خلال الأعوام الأخيرة، يواجهون مخاطر كبيرة في الميدان، لاسيما في العراق وأفغانستان، حيث بدت أكثر تنظيما ونجاحا من وكالة الاستخبارات المركزية، وذلك بجهود جيل جديد من الضباط ، مثل مديرها الجديد مايكل فلين. اقرا ايضا: ''نيويورك تايمز'': حكم أبو إسماعيل لم يحل المشكلة.. وتكرر: والدته أمريكية