"مش هسيب حق ابني لحد أما أموت وأنا متأكد إني اللي معاه ربنا عمر حق ابنه ما هيضيع أبدا"، كلمات لا تخلو من الحسرة والألم عبر بها صلاح جابر والد جابر شهيد ذكرى أحداث محمد محمود الثانية الشهير ب"جيكا" عن حالته وما تحقق من أهداف الثورة في الذكرى الرابعة لأحداث محمد محمود، مؤكدًا أن جيكا لم يحصل على الشهرة أو المال في حياته، ولكنه حصل على حب الناس وهو أكبر بكثير من أي شي، مضيفًا "بأي ذنب قتل". وأضاف والد جيكا، "مفيش يوم مرً عليه وأنا لوحدي، كل أصحابه معايا، ودايما شايف جيكا وسطهم وبينهم، وطول ما هما بيتكلموا حاسس إني ابنى بيتكلم، وهما بيهزروا حاسس أن ابني بيضحك، أنا مش زعلان وفخور بابني" وأكد "الحاج" صلاح، كما يعرفه أصدقاء الشهيد، أن وفاة جيكا أظهرت مدى حب الآلاف له، متابعًا "حاسس إن حتة من قلبي اتشالت ومكانها لسه فاضي جوايا، بفرح لما بشوف اسمه فى أي مظاهرة أو مسيرة، أو في التلفزيون، بحس إنه لسه معايا بروحه، وأنا بعتبر ده أكبر تكريم للي قام بيه جيكا هو وأصحابه علشان الحرية" صلاح قال ل"التحرير"،"أنا راض بقضاء ربنا وقدره، وفوضت أمري لربي"، مشيرًا إلى أن نجله استشهد في 20 نوفمبر 2012 في أحداث الذكرى الثانية لمحمد محمود، وتم دفنها بعدها ب6 أيام، بعد مؤامرة من الداخلية والإخوان من أجل اغتياله هو واثنين من زملائه، بعد تلقيهم تهديدات على وسائل التواصل الاجتماعي، والتى انتهت بوفاة جيكا وإصابة الاثنين الآخرين من زملائه في نفس الأحداث، رغم أن جيكا لم يحمل سلاحا على أحد طوال حياته، متابعا: "الحزن عايش جوايا أنا ووالدته ولسه صورته معانا وجوانا". ويكمل والد جيكا، بدموع منهمرة، أن سيره نجله لا تزال عطرة، موضحًا أن الجميع شاهد على ما قدمه الآلاف من الضحايا من أجل مستقبل جديد لبلده، مشيرًا إلى أن جيكا لم يخرج طلبا للعمل أو الرزق ولكن دفاعا عن البسطاء والغلابة ومات من أجل الحرية والعدالة، قائلا "أنا عمري منزلت ميدان التحرير بس نزلت بعد وفاة ابني، ولاقيت الدنيا كلها حواليا وبتعوضني عن غياب حبيبي" وبكلمات من الحسرة لا تخلو من السخرية، عبر صلاح عن غضبه من الرئيس السيسي والنظام الحالي قائلا "الراجل قال محدش هيتحاسب، ووعد ونفذ، مش عارف ازاي الآلاف دول يموتوا بدم بارد ومحدش يتحاكم لحد دلوقتي، مين من نظام مبارك اتحاكم؟، النظام الحالي لايحاكم إلا الثوار فقط ومن قام بالثورة ضد مبارك، وكأنه نوع من التأديب على قيامهم بهذا الأمر، لسه وقت الحساب مجاش" ويواصل والد جيكا، لم نحصل إلا على وعود فقط من الدولة، ولم نتقاضى مليما واحدًا من أحد، سوى قيام المجلس القومي للشهداء والمصابين الذى قام معنا بدور ايجابي ومنح والدة الشهيد الفرصة لأداء فريضة الحج، ولكن لم نتقاض أي أموال بسبب الإجراءات التي تضعها الدولة. وقال "لسه بيقولوا هنصرف تعويض قريب، ولكن اذا ما حصلت عليه سأتبرع بالجزء المتعلق بى لمستشفى 75375 لسرطان الاطفال، بينما ستقوم والدته بوضع الجزء الباقي من أجله في أي عمل خيري، إحنا كفاية علينا حب الناس". واختتم والد جيكا كلماته ل"التحرير"، "سنصبر مثلما أمرنا رب العالمين لأننا على يقين أن الشهيد في الجنة عند اللي خلقنا كلنا، داعيا "يارب اهلك كل ظالم، وصبر قلبى على فراق حبيبي، واجعله في الفردوس الأعلى"