أعد الملف: أحمد البرماوى وبيتر مجدى ومحمد الأشمونى وصابر العربى: الآثار المصرية، شاهدة ليس فقط على تاريخ هذا البلد، إنما أيضًا عن الفشل فى الحفاظ على هذا التراث الإنسانى المهم، فالتعامل مع تلك الآثار الخالدة باعتبارها مجرد أحجار منحوتة، أو أصنام لا تغنى ولا تسمن جريمة بحق الإنسانية والتاريخ، فالآثار المصرية بلا أى شك هى واحدة من الكنوز الحضارية المهمة، ورغم ذلك دائما مستباحة، سواء بالإهمال أو بالفساد أو بالسرقة والتهريب إلى الخارج، اليوم يمر 113 سنة على افتتاح المتحف المصرى، هذا التاريخ الذى يتجاوز عمر دول موجودة على الخريطة الآن، يحتوى هذا المعرض وحده على 160 ألف قطعة أثرية، بينما لا تزال المشاكل التى يعانى منها هذا القطاع مستمرة بل ولا تجد من يحاول حلها. «التحرير» تفتح بالأرقام ملف الآثار فى مصر على حلقتين.. مدير المتحف المصرى: - لدينا 160 ألف قطعة أثرية.. نعرض 40% منها فقط - المتحف سرق منه 54 أثرًا عاد منها 35 أثرًا.. وجهود لاستعادة الباقى قال الدكتور محمود الحلوجى، مدير عام المتحف المصرى والمتاحف الإقليمية، إن المتحف المصرى واحد من أكبر المتاحف العالمية وأقدمها منذ 115 عامًا، ويضم أكبر مجموعة من الآثار المصرية، حيث يوجد به 160 ألف قطعه أثرية تعود لفترات من أقدم العصور من الأسرة الأولى، وبه بعض القطع عن الحضارة اليونانية والرومانية، وأدوات حجرية تعود لأكثر من مليون سنه، وآثار منذ 7 آلاف سنه قبل الميلاد. وكشف الحلوجى عن أن المعروض فى المتحف المصرى ثلث القيمة، والباقى فى المخازن، موضحًا أنه يتم نقل القطع المخزنة إلى المتاحف المختلفة لتظل القطع الفريدة والنوادر فقط فى المتحف المصرى، موضحا أن عدد الزوار اليومى حوالى من 2000 إلى 2500 زائر منهم 70% أجانب، مشيرًا إلى أن معدلات الزيارة تتحسن عما بعد ثورة يناير، حيث كان المتحف قبل الثورة يستقبل يوميًا من 10 آلاف إلى 12 ألف زائر. وحول الاعتداءات والسرقة من المتحف أثناء الثورة أشار إلى أنه يوم 28 يناير حصل اعتداء وتمت سرقة 54 أثرًا عاد منها 35 أثرًا، وهناك جهود فى الداخل والخارج لاستعادة الباقى، ولدينا إدارة للآثار المستردة ومتابعة الآثار التى تباع فى الخارج، وطبقا لاتفاقية اليونسكو من حق أى دولة يسرق منها أثر أن تسترده. بالأرقام.. آثار مسروقة من متاحف ومخازن - مخزن «ألفنتين» بأسوان سرق منه 96 قطعة.. و261 قطعة أثرية سرقت من مخزن «ميت رهينة» - تل الفراعين فى كفر الشيخ اختفت منه 8 قطع.. و7 قطع من المتحف الإسلامى - لوحة «الزيوت المقدسة» اختفت من مقبرة «إينو مين».. وعالم أثرى شاهدها فى مزاد بسويسرا - المتحف اليونانى بالإسكندرية يضم أكثر من 150 ألف قطعة أثرية.. ولم يتم جرده منذ 10 سنوات قالت مصادر مطلعة بوزارة الآثار إن عدد المتاحف الأثرية فى مصر 35 متحفًا رئيسيا وإقليميا ومتحفًا موقعًا ومتحفًا فى الجامعات مثل كليات الآثار ببعض الجامعات الكبرى مثل (القاهرة والإسكندرية)، وأن المخازن المتحفية أنشأتها القوات المسلحة منذ حوالى 15 عامًا بدأت فى إنشائها، وبلغت 47 على مستىوى الجمهورية (حديثة ومؤمنة ومراقبة) ومع ذلك حدث على بعضها هجوم أيام الثورة مثل مخزن ألفنتين بأسوان سرق منه 96 قطعة. وكشفت عن أنه بعد الثورة سرقت 261 قطعة من مخزن ميت رهينة جنوب الهرم بالبدرشين وأوراق الآثار اختفت من السجلات، وهو أمر غريب وهناك شبهة تورط من المفتشين وأمناء العهد، إضافة إلى 8 قطع من مخزن تل الفراعين فى كفر الشيخ (كانت عاصمة مصر قبل توحيد مصر) كانت مسجلة فى سجل قيد آثار المنوفية من رقم 10 إلى رقم 17. وكذلك تمت سرقة 7 قطع من المتحف الفنى الإسلامى أمام مديرية أمن القاهرة، و3 مشكاوات (تعلق فى السقف) كانت معروضة فى متحف الحضارة بالفسطاط، وهو تحت التجهيز ولم يفتتح بعد وتمت سرقته، إضافة لسرقة وتخريب أول متحف فى الصعيد متحف آثار ملوى أثناء 4/8/ 2013 تمت سرقة وتحطيم 1090 قطعة أثرية – وشرطة الآثار استعادت 930 قطعة. وأشارت المصادر إلى أنه تمت سرقة لوحة أثرية من الحجر من منطقة سقارة مقبرة (إينو مين) مسجلة برقم 1022 وهى تسمى لوحة الزيوت المقدسة والذى اكتشف سرقتها عالم الآثار نجيب قناواتى أسترالى الجنسية من أصل مصرى رآها معروضة فى مزاد فى سويسرا سبتمبر 2013، وبلغ الإنتربول ولا تزال إجراءات استعادتها جارية. وفيما يعد من النوادر المضحكة أشارت المصادر إلى رواية تفيد بأن هناك تمثالًا أثريا تم استبداله بنموذج مزيف من مخزن بميت رهينة، واكتشفت الواقعة بعثة أمريكية، حيث كانت هناك باحثة أمريكية من ضمن أفراد بعثات التنقيب الأمريكية فى مصر، وكانت تعمل فى 100 رهينة، وعند إلقائها محاضرة فى إحدى الجامعات الإنجليزية عن الآثار التى شاركت فى اكتشافها أثناء وجودها مع البعثة فى مصر. وأثناء حديثها عن أحد التماثيل أخبرها أحد الطلاب لديها أنه رأى التمثال المصرى فى أحد معارض الآثار فى بلجيكا، فقامت بإبلاغ البعثة الأمريكية التى كانت مشاركة فيها وبدور البعثة قامت بإبلاغ السلطات المصرية التى اكتشفت اختفاء التمثال الأصلى من مخازن البعثة الأمريكية بميت رهينة، وأن الموجود فى مصر نسخة مقلدة، ولم يتم استرداد الأصلى حتى الآن. وكشفت المصادر أيضا أن مخزن المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية يضم أكثر من 150 ألف قطعة أثرية، ولم يتم جرده منذ 10 سنوات، وهناك توقعات بأن تكون بعض الآثار تمت سرقتها، وأخرى تحللت بسبب عدم وجود تخزين علمى. - موازنة التنقيب عن الآثار فى مصر مليون جنيه فقط.. وقبل الثورة كانت 15 مليونًا - الوزارة تعيش على التمويل الذاتى ومديونة ب5 مليارات جنيه بسبب الرواتب - 15 فدانًا فى «تل العمارنة» بالمنيا.. و8 أفدنة بمدينة البهنسا.. و10 أفدنة بسقارة.. مناطق أثرية تم نهبها بعد الثورة
أكدت مصادر مطلعة ل«التحرير» أن هناك مناطق أثرية تم نهبها من بعد الثورة، منها 15 فدانًا فى منطقة تل العمارنة مدينة أخناتون بالمنيا، ومدينة البهنسا حوالى 8 فدان، وسقارة حوالى 10 أفدنة. وحسب التقديرات غير الرسمية لعدم وجود إحصائيات دقيقة تملك مصر بين 750 ألفًا إلى 800 ألف قطعة أثرية فى المخازن والمتاحف المعروض فى المتاحف أقل من 40%. وقالت المصادر إن مصر لديها منقبون أثريون على كفاءة عالية، خاصة أن المجلس الأعلى للآثار بدأ منذ 15 عامًا، وتم إنشاء مدارس حفائر فى سقارة والهرم وأسوان وإسكندرية والفيوم، وتخرج فيها آلاف الأثريين المنقبين على علم ودراية بفنون الحفائر ودراسة وتسجيل الآثار المكتشفة. وأكدت المصادر أن العقبات التى تعوق التوسع فى مجال التنقيب عن الآثار المصرية هى «الميزانية» المخصصة للتنقيب، التى تبلغ على مستوى الجمهورية فى عام 2015 مليون جنيه فقط بعدما كانت تبلغ قبل الثورة نحو 15 مليون جنيه، موضحة أن عدد الأثريين المنقبين فى مصر نحو 5 آلاف منقب. وحول مصادر دخل الوزارة أوضحت المصادر أنها تعيش على التمويل الذاتى من دخل المتاحف والمناطق الأثرية، ومن بعد الثورة أصبحت تأخذ ميزانيتها من الدولة ومديونيتها للدولة بلغت قرابة 5 مليارات جنيه بسبب الرواتب. --------------- فى الحلقة الثانية: حوار مع الدكتورة مونيكا حنا الخبيرة فى شئون الآثار.. أخطر قضايا تهريب آثار.. قصة نائب الشعب تاجر الآثار..