بعد حادث احتراق الطائرة الروسية، وحظر عدد من الدول الغربية السفر إلى مصر، ازداد الحديث عن مؤامرات دولية تحاك ضدنا، ونفس الأمر كررته عدد من الدول ولكن هذة المرة مع فرنسا بعد تفجيرات باريس، لكننا لم نسمع الإعلام الفرنسي يتحدث عن مؤامرات دولية ضد باريس، فهل هناك اختلاف بين تحذير الدول لرعاياها من السفر لمصر عنه لفرنسا، أم ملابسات التحذير والتهويل من الأحداث هو ما يؤجج الشعور بوجود مؤامرة. وقال الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز «ابن خلدون للدراسات الإنمائية»، وأستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، إن هناك اختلاف بين النظام السياسي المصري ونظيره الفرنسي، فالنظام الفرنسي أكثر استقرارًا ولا يسوق لفكرة أن العالم كله ضده، أو أنه يتعرض للمؤامرات، فهو يثق في نفسه لذا لا يلجأ إلى اتهام الآخرين بالتآمر عليه. وأوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية في القاهرة ل«التحرير»، أن تحذيرات الدول لرعاياها من السفر لأي دولة تنبع من قلقها على رعاياها لتوتر الأوضاع التي تُحذر من السفر إليها، وليس لأي شئ آخر، مشيرًا إلى أن هذه التحذيرات تكون مؤقتة كما أنها ارشادية وليست إجبارية. وعبّر «إبراهيم» عن موافقته على المعاملة بالمثل مع فرنسا حين حذرت مواطنيها من السفر إلى مصر، بعد حادث الطائرة الروسية. وعلى الجانب الآخر، أكد عبد الحليم قنديل، رئيس تحرير جريدة صوت الأمة، أن تحذيرات السفر في حد ذاتها ليست مؤامرة، وإنما الأجواء المحيطة بتصريحات رؤساء عدد من الدول الغربية، تؤكد الشعور المسيطر على غالبية المصريين، والدليل على ذلك تصريحات باراك أوباما، رئيس الولاياتالمتحدة عقب تفجيرات باريس، الذي قال فيها أنه لا يستطع تقديم أي فرضيات للحادث الذي امتنع عن وصفه بالإرهابي، بالرغم من كونه تفجيرات: «العيل الصغير يقدر يوصفها بالإرهابية». وتابع قنديل، في تصريحات خاصة ل «التحرير»: «على النقيض اتخذت بريطانيا وديفيد كاميرون، رئيس وزراءها على وجه الخصوص، بعد حادث الطائرة الروسية، إجراءات غاية في قلة الذوق، بالرغم من أن حادث الطائرة لم يتم الإعلان عن كونه حادث إرهابي». وأوضح رئيس تحرير جريدة صوت الأمة، أن هناك فرق بين تأثير تحذيرات السفر على الاقتصاد المصري والفرنسي، حيث أن الاقتصاد المصري «ريعي» يعتمد على السياحة بشكل رئيسي في الدخل القومي، فعند حدوث هزة بسيطة في هذا النشاط تتأثر الدولة بشكل كبير للغاية، لذا أحدثت التحذيرات ضجة كبيرة، ولكن بالرغم من أن الاقتصاد الفرنسي يعتمد أيضًا على السياحة، ولكنه ليس المورد الرئيسي، لذا يستطيع النظام الفرنسي غلق فرنسا لمدة عام أمام السياحة، دون أي تأثير. جدير بالذكر أن نحو 7 دول حذرت رعاياها من السفر إلى فرنسا، منها كوريا الجنوبية، بلجيكا، سنغافورة، ومن المتوقع أن تزداد أعداد الدول التي تحذر مواطنيها من السفر إلى هناك.