أظهرت الأحداث الاستثنائية في مصر وفرنسا "الطائرة المنكوبة وهجمات باريس"، طرق مواجهة الكوارث فى كلا الدولتين. ونسرد في هذا التقرير كيف تعاملت مصر وفرنسا مع الأحداث. القتلى حادث الطائرة الروسية راح ضحيته 224 قتيلا، بالإضافة إلى طاقم الطائرة "7 أفراد"، أما هجمات باريس فخلفت 129 قتيلا المصابين الطائرة الروسية لم ينج منها أي شخص، وفي هجمات باريس نتج عنها 352 مصابًا. أماكن الاستهداف الطائرة الروسية تم استهدافها في الجو على ارتفاع 31 ألف قدم، وفي باريس تم استهداف 6 أماكن من ضمنها ملعب "دو فرانس"، ومسرح باتاكلان، ومطاعم أخرى. طريقة الاستهداف تم استهداف الطائرة الروسية عن طريق زرع عبوة ناسفة على متنها "حسب السيناريو الأرجح"، أما في باريس فتم استخدام 8 أحزمة ناسفة "بجوار ملعب دو فرانس" وأسلحة أوتوماتيكية في مسرح باتاكلان وباقي أماكن الهجمات. نوع الاستهداف في الطائرة الروسية تم استهداف السياح بشكل مباشر، أما في باريس فتم استهداف مواطنيين فرنسيين، بالإضافة لبعض السائحين المتواجدين في أماكن الهجمات. إعلان المسئولية في الطائرة الروسية، أعلنت ولاية سيناء الفرع المحلي لتنظيم الدولة في مصر، أما هجمات باريس فأعلن التنظيم مسئوليته بشكل مباشر عنها عن طريق "الذئاب المنفردة". المنفذين الطائرة الروسية حسب السيناريو الأرجح، تم تفجيرها عن طريق عبوة ناسفة عن بعد، وفي باريس قام 7 متشددين بتنفيذ الهجمات الست، عن طريق الأعمال الانتحارية، وقضى الباقين في موجهات مع الشرطة الفرنسية بمسرح باتاكلان. التحقيقات لم تُعلن أي نتيجة حول التحقيق في سقوط الطائرة الروسية حتى الآن، رغم مرور 15 يوما على الحادثة، وتم عقد مؤتمر صحفي لمسئول مصري لم يعلن فيها عن أي أسباب محددة لسقوط الطائرة، وفي فرنسا تم التعرف على بعض المشاركين في الهجمات وتحديد هوية أحدهم "إسماعيل عمر مصطفاي، فرنسي، عاش في منطقة تشارتريس"، كما تم الإعلان وجود جواز سفر مصرى وآخر سوري في مكان الحادثة، وذلك بعد يوم واحد من الحادثة، وتعلن النيابة العامة في باريس المعلومات أولا بأول لوسائل الإعلام. رد الفعل الدولي تعاطف العالم مع الحادثتين، ولكن هجمات باريس حظت بقدر أكبر من التعاطف والتغطية الإخبارية، وذلك كونها فعل إرهابي مباشر أوقع ضحايا في صفوف المدنيين، وكون فرنسا دولة غربية تقع في بؤرة الاهتمام الإعلامي. تعامل الدولة تعاملت مصر مع الحادث بشكل روتيني، فهي كدولة نامية معتادة على مثل هذه الحوادث التي تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، مثل "العباراة السلام - قطر الصعيد - أوتوبيس أسيوط - صخرة الدويقة"، وبالتالي قامت الحكومة باستبعاد فرضية العمل التخريبي "متملثة في رئيس الوزراء شريف إسماعيل"، وظلت تتحدث عن خلل فنى في الطائرة متجاهلة كل المؤاشرات التي توجه نحو العمل الإرهابي، ولم تضف فرضية الإرهاب إلا بعد تحدث الدول الغربية عنها، وفي فرنسا أعلنت الحكومة إغلاق الحدود وزيادة التأمينات الشرطية وإعلان حالة الطوارئ والاعتراف بالخرق الأمني، وإعلان حالة الحرب في وجه تنظيم الدولة، كل ذلك في غضون ساعات قليلة من ارتكاب الحادث. انعاكسات الحادث حادثة الطائرة الروسية، أثرت بشكل مدمر على السياحة في مصر، فأعلنت بريطانيا وروسيا والسويد ودول غربية أخرى، وقف رحلاتها السياحية إلى مصر ووقف الملاحة الجوية معها، وهو ما نتج عنه خسارة أكثر من 6 مليارات جنيه في أقل من نصف شهر حسب وزير السياحة المصري هشام زعزوع. أما هجمات باريس فيعتقد أنها سوف تشكل كبوة على حركة اللجوء إلى أوروبا، وأيضا تعامل المجتمعات الغربية مع المسلمين ونظرتهم للإسلام. مواجهة الكوارث ففي فرنسا خرج الرئيس ليخاطب الشعب مرتين خلال 10 ساعات فقط، وتم إغلاق الحدود وفرض الطوارئ وتشديد القبضة الأمنية، ورغم كل هذا لم يخرج المواطنون الفرنسيون ليتعرضوا على هذه الإجراءات بل رحبو بها؛ لمعرفتهم أن هذا يصب في مصلحة المواطن وأمنه. أما تعامل مصر مع حادث الطائرة الروسية، من البداية تم استبعاد فرضية الإرهاب، حتى أعلنت بريطانيا عن وجود عمل تخريبي أدى لسقوط الطائرة، وهنا استفاق المسئولون المصريون على صدمة الحقيقة، وأن تعاملهم المعتاد مع قضايا مماثلة لم يجد نفعا، لأن هناك أطراف خارجية متداخله في القضية، وهنا تعالت الأصوات حول ضرورة وجود خطة لمواجهة الطوارئ والكوارث البيئية، وهو ما لم يحدث أيضا، وغرقت الإسكندرية والبحيرة في مياه الأمطار، وكالعادة كان هناك ضحايا جدد.