ذكرت مصادر قريبة من الدكتور محمد مرسى أنه طلب فتوى من هيئة كبار العلماء بشأن تهنئة المصريين الأقباط بعيد القيامة، الرجل يريد فتوى حتى يقرر ما إذا كان سوف يهنئ الأقباط بعيد القيامة أم لا؟ وهو أمر ليس بمستغرب على شخص ينتمى إلى جماعة الإخوان التى سبق وأفتى مفتيها الشيخ عبد الرحمن البر، بعدم جواز تهنئة الأقباط بعيد القيامة لأن المناسبة تخالف معتقدات المسلمين. فى نفس الوقت قام الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب بزيارة الكاتدرائية المرقسية وقدم التهانى إلى البابا تواضروس الثانى بالعيد. لم يتوقف مرسى أمام تهنئة الإمام الأكبر ولم يعتبرها كافية كى ترسى مبدأ، وإنما أراد فتوى مباشرة من هيئة كبار العلماء. فى الوقت ذاته قدم الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، التهنئة إلى المسيحيين المصريين بعيد القيامة، بل أن الرجل استخدم لغة راقية تعبر عن التلاحم الوطنى والأصل الواحد للمصريين عندما قال: «نهنئ أهلنا من الأقباط بعيد القيامة»، بالفعل فالمصريون أهل غالبيتهم الساحقة من أصل واحد، اختلفوا فى الأديان والمعتقدات، ولكنهم ظلوا يهنئون بعضهم بعضا بالأعياد إلا فى أزمنة الانحطاط والتدهور أو عندما يأتى مصر حاكم من خارجها فيعمد إلى التفرقة بين المصريين ويحاول زرع الفرقة والفتنة، أو حينما تنكب الأمة بحاكم من أبنائها فاقدا للشرعية الشعبية أو عاجزا عن إدارة البلاد بالتوافق، فيبدأ فى البحث من عوامل تمكنه من السيطرة على المصريين، وهو ما يجده بعض الحكام فى التفرقة بين أبناء الوطن، والتمييز بينهم، بحثا عن شرعية مفتقده أو جماهيرية غير موجودة. الدكتور مرسى يمثل جماعة الإخوان المسلمين، والجماعة تلعب بكل الأوراق الممكنة لإتمام عملية السيطرة على مفاصل الدولة المصرية، والجماعة توظف الدين والاعتبارات الدينية لصالحها وتتلاعب بمشاعر بسطاء المصريين، سابقا قالوا إن اسرائيل كيان صهيونى غريب زرع فى قلب الأمة ولا بد من القضاء عليه، واليوم وبعد أن وصلوا إلى السلطة تبادلوا التهانى مع حكام إسرائيل، ووصف مرسى رئيسهم بالصديق العزيز، فى حملة مرسى للانتخابات الرئاسية هتف صفوت حجازى ومعه مرسى والجماعة «على القدس رايحين.. شهداء بالملايين» وبعد تولى مرسى منصب الرئيس وافق لإسرائيل على ما رفض مبارك السماح به، وهو تركيب حساسات على الحدود المصرية الإسرائيلية تمكن القوات الإسرائيلية من مراقبة أراضينا وتتبع ما يجرى عليها، أفتوا بتحريم تصدير الغاز المصرى إلى إسرائيل وجرى تفجير خط الغاز سبع عشرة مرة خلال المرحلة الانتقالية، وصمتوا تماما بعد وصول مرسى إلى السلطة، ولم يحدث تفجير واحد فى خط الغاز إلى إسرائيل على مدار الأشهر العشرة التى مضت على وجود مرسى على كرسى الرئاسة. لم يطلب مرسى فتوى للنظر فى شأن تصدير الغاز المصرى إلى إسرائيل، لم يحتاج إلى فتوى لمخاطبة الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز بالصديق العزيز، لكنه فى حاجة إلى فتوى ليحدد ما إذا كان سيهنئ أقباط مصر بأعيادهم أم لا. دكتور مرسى أقباط مصر لا ينتظرون منك تهنئة بالعيد ولا زيارة إلى الكاتدرائية، استرح سيدى ولا تجهد نفسك بطلب الفتوى، فأقباط مصر لا يرون أن تهنئتك لهم سوف تضيف لهم شيئا، كما أن عدم تهنئتك لهم لن تنتقص من احتفالاتهم شيئا، أقباط مصر يعشقون وطنهم، يؤمنون بعقيدتهم، يحملون كل مشاعر الحب والود تجاه أشقائهم المصريين، يتبادلون التهانى بالأعياد فى المناسبات التى يحتفل بها كل مصرى مسلم أو مسيحى، أو بهائى أو صاحب أى عقيدة، فمن حق كل مصرى أن يعتقد فى ما يشاء والله يحاسب الجميع، وفى تقديرى أن من يتردد فى تقديم التهنئة إلى مصرى فى مناسبة تخصه لا يمكن أن يكون رئيسا لكل المصريين ولا يصلح لهذا المنصب، فالتهنئة واجبة لكل المصريين فى كل مناسبة، أما التحريم وطلب الفتاوى فهو أمر يخص جماعات تحمل رؤى خاصة لا يمكن أن يخرج منها رجل دولة يعبر عن المصريين ككل، ومن هنا نقول للإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر شكرا جزيلا على تهنئتك بالعيد ونعلم أنك تقدم لنا نموذجا فى العيش المشترك والتعايش بين المصريين. ونقول لوزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى هكذا الرجال، وهكذا يكون قادة الوطن، أما الدكتور مرسى وجماعته ومفتيه فنقول لهم عفوا نحن لا ننتظر منكم تهنئة وصدورها منكم كأنها لم تكن.. استرحوا ولا تجهدوا أنفسكم استردوا فتواكم واحتفظوا بها لأنفسكم.