لم يفصح الجانبان، البريطاني والمصري، عن تفاصيل كثيرة حول ما دار في اللقاء الذي جمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، خلال زيارة الأول إلى لندن، إلا أن وسائل إعلام ومسؤولين بريطانيين وصفوا المحادثات بأنها كانت "صعبة" و"حرجة"، تصدرتها أزمة الطائرة الروسية المنكوبة، والرعايا البريطانيون العالقون في شرم الشيخ. وفي المؤتمر المشترك الذي جمع الطرفين، قال كاميرون إن قرار وقف الرحلات إلى شرم الشيخ؛ يأتي بعد تلقي "تقديرات استخباراتية"، تشير إلى أن الطائرة الروسية سقطت نتيجة عمل إرهابي، ورد السيسي بالتنويه إلى أن السلطات البريطانية طلبت من الحكومة المصرية قبل 10 أشهر، إرسال فريق خبراء للتحقق من الإجراءات الأمنية في مطار شرم الشيخ، وهو ما قبلت به السلطات المصرية وقتها، مؤكدًا أن المطار مؤمن بشكل جيد. وأكدت المتحدثة الرسمية باسم الحكومة البريطانية، تصريحات السيسي، في وقت لاحق، مشيرة إلى أن الخبراء البريطانيين تفقدوا الإجراءات الأمنية في المطار في توقيت سابق، في ظل تعاون جيد من السلطات المصرية. ووفقًا لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، حول المباحثات "المطولة والمكثفة" بين السيسي وكاميرون، حاول الأخير أن يوضح للسيسي سبب مبادرة بلاده إلى اتخاذ إجراء بتعليق رحلات الطيران من وإلى شرم الشيخ. وإلى جانب القضايا الأمنية، فقد تطرقت المباحثات إلى مسألة حقوق الإنسان في مصر، والتي تعرض السيسي بسببها لهجوم عنيف من عدد من السياسين والمعارضين في بريطانيا. وأكد السيسي في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباحثات: "نحن نسابق الزمن لبناء دولة مدنية ديمقراطية". وكان عدد من الساسة البريطانيين عبروا عن قلقهم من أن يكون حادث سقوط الطائرة الروسية حجب الضوء عن وضع حقوق الإنسان في مصر في عهد الرئيس السيسي، فضلا عن إعطاء كاميرون العلاقات التجارية بين البلدين أولية. لكنه قبيل اللقاء بساعات،قال توبياس إلوود، وهو مسؤول بوزارة الخارجية البريطانية لشؤون الشرق الأوسط، قال لمجلس العموم البريطاني إن كل شيء كان على طاولة المباحثات بين المسؤولين المصريين والبريطانيين. وقال: "بالطبع نثير مسألة حقوق الإنسان" كما عبر عن "مخاوفه" بشأن سلامة الإجراءات في محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، المحكوم عليه بالإعدام. لكن إلوود كشف عن انتهاج حكومة كاميرون لنهج أكثر براجماتية في التعامل مع نظام السيسي، حيث قال: "بالقطع يجب أن علينا أن نضغط من أجل حقوق الإنسان، ولكننا نفكر بشكل تقدمي في عملنا لمساعدة مصر" لافتا إلى أن أكبر شركة تعمل في مصر حاليا، هي عملاق الاتصالات البريطاني "فودافون". وفضلًا عن هذا، فمن الواضح أن الجانبان تطرقا إلى وضع جماعة الإخوان في المملكة المتحدة، وألمح كاميرون خلال المؤتمر الصحفي مع السيسي إلى أن هناك قيودا جديدة تنتظر الإخوان، عندما يقوم رئيس الوزراء البريطاني بنشر تقرير لجنة التحقيق البريطانية حول أنشطة الحركات الإسلامية في بريطانيا، والذي طال انتظاره. وقال كاميرون: "بالنسبة إلى مراجعتنا المتعلقة بالإخوان، والتي بحثناها اليوم، فأعتقد أنكم سترون، كما ترون بالفعل في بريطانيا، توجها أكثر قوة تجاه التطرف بكافة أنواعه وضد أولئك المتطرفين الذين يقتربون جدا من تبني العنف".