فحص الضحايا أظهر وفاتهم بغاز أول أكسيد الكربون الناتج عن الاحتراق قبل سقوط الطائرة الإصابات الظاهرة في الضحايا أغلبها حيوية.. وتفحم الجثامين نتيجة لقربهم من مكان الحريق وفاة الضحايا نتيجة قنبلة تم زرعها أمر مستبعد.. وعدم وجود شظايا انفجارية يدلل على ذلك شاب يحتضن كتابًا وامرأة تمسك شعرها.. أغرب مشاهد الحادث رغم السرية المفروضة في مصلحة الطب الشرعي، على نتائج التقارير الطبية لفحص جثامين ضحايا الطائرة الروسية المنكوبة، التي سقطت بمنطقة الحسنة بوسط سيناء، والتي أودت بحياة 224 راكبًا روسيًّا، بالإضافة إلى طاقم الطائرة، فإن "التحرير" استطاعت أن تصل إلى أحد أطباء التشريح الذي قام بفحص بعض الضحايا والجثامين داخل مشرحة زينهم، كاشفًا عن تفاصيل تنشر لأول مرة عن الواقعة. وكشف طبيب تشريح بمصلحة الطب الشرعي وأحد أفراد طاقم فحص ضحايا جثمان الطائرة المنكوبة، مفاجآت من العيار الثقيل حول حادث سقوط الطائرة الروسية، موضحًا أن فحص جثامين الضحايا رجح وفاة عدد كبير منهم بالاختناق بغاز أول أكسيد الكربون الناتج عن الحريق، بما يؤكد أن الطائرة الروسية حدث بها حريق في أحد الأجزاء قبل سقوطها على الأرض. ولفت إلى أن بعض الحالات أظهرت أثناء الفحص عليها ظهور الأعراض التي تشير إلى وفاتهم نتيجة تعرضهم لاختناق بهذا الغاز، وهو ما ظهر في تغير لون جسد بعض الضحايا، مؤكدًا أن المعامل الطبية ستحسم هذا الأمر نهائيًّا. وأضاف طبيب التشريح، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن ما تردد حول أن السبب قد يكون ناتجًا عن وجود قنبلة تم زرعها في الطائرة، أمر مستبعد، قائلا: "الحالات التي تم إجراء الكشف الظاهري عليها، لم تمت نتيجة وفاة انفجارية، كما لا يوجد جثمان واحد به شظايا انفجارية أو أجزاء متناثرة من القنبلة، التي تنتج عن الانفجار، وعدم وجود هذه الشظايا المتناثرة يؤكد واقعة عدم وجود قنبلة تم زرعها في الطائرة، إلا في حالة إذا ما أصابت القنبلة جزءًا من جسد الطائرة نفسها. وأوضح طبيب التشريح، أنه إذا كانت وفاة الضحايا نتيجة قنبلة، كانت سقطت الطائرة سريعًا للأسفل، ولكن نتائج الفحص والتشريح رجحت سقوط الطائرة تدريجيًّا. وكشف ل"التحرير"، أن أغلب الحالات بها إصابات وجروح حيوية، موضحًا أن هناك نوعين من الجروح أحدهما حيوي وهو ما يحدث نتيجة السقوط أثناء الحياة، أما غير الحيوي فيحدث أثناء الوفاة مثل الارتطام من أعلى لأسفل. وأكد الطبيب أن أغلب حوادث الطيران السبب الرئيسي حينما تسقط من ارتفاعات كبرى تظهر هذه الإصابات وتحدث نتيجة تغير الضغط الجوي، حيث يحدث نزيف في الأعضاء الداخلية أولها الرئة والمخ وتحدث الوفاة، ولكن هنا في معظم الحالات الجروح حيوية بما يعني أن الطائرة هبطت تدريجيًّا، وهو يعني أنه حدث حريق والطيار بدأ يهبط وينزل في أي مكان لإنقاذ الركاب. وأشار إلى أن بعض الجثامين التي تم تسلمها جاءت متفحمة، قائلا: "تم انتشال بعض الجثامين وهي ملتصقة بالكراسي"، موضحًا أنه من المُرجح أن الحالات المتفحمة كانت قريبة من مكان الحريق بالطائرة، وهو ما يعني أن الحريق حدث في جزء من الطائرة وباقي الأجزاء لم يحدث بها شيء، مضيفًا أن المعمل الجنائي سيحسم هذا الأمر نهائيًّا. وأضاف طبيب التشريح ل"التحرير"، أن أغلب التقارير الطبية عن فحص الجثامين تم إرسالها إلى النيابة العامة، موضحًا أن هناك حظرًا فرضه مساعد وزير العدل لشؤون الطب الشرعي المستشار شعبان الشامي، من أجل عدم الإفصاح عن أية معلومات لوسائل الإعلام. ولفت إلى أن التقارير تمت كتابتها في عدد كبير من الصفحات، موضحا أنه تم استقطاب عدد كبير من الأطباء الشرعيين لا يقل عددهم عن 10 أطباء من قطاعات طب شرعي مختلفة من عدة محافظات و12 فني تشريح وعدد من المغسلين والحانوتية، وكان يرأس آنذاك الفحص الطبي المستشار شعبان الشامي مساعد وزير العدل لشؤون الطب الشرعي والدكتور محمود أحمد على كبير الأطباء الشرعيين ورئيس مصلحة الطب الشرعي. وأشار إلى أن فحص الجثامين داخل المشرحة استمر ما يقرب من 60 ساعة. ونوه بأن الجثامين تم تسلمها داخل أكياس بلاستيكية من قبل سيارات الإسعاف، قائلا "تم تنطيف الجثامين من الدماء بالمياه، ووضعهم في حافظة الجثامين ووضع مادة الفورمالين حفاظًا على العمر الآدمي، وقامت النيابة بمعاينة الجثامين، وأخذ عينات الفحص. وأكد أن مشرحة زينهم تسلمت أمس الخميسن باقي أشلاء 10 جثامين من ضحايا الطائرة الروسية لفحصها، وتم إرسالها للمعمل الجنائي. وكشف أحد أفراد طاقم التشريح، أن من بين الحالات، التي عرضت على المصلحة أحد الطيارين الذي كان يرتدي زي الطيار، وكذلك شاب روسي كان يحتضن كتابًا، وفتاة صغيرة في السن كانت تضع السماعات في أذنها وامرأة تمسك شعرها. وذكر أن التقرير النهائي، سيتضمن تحقيقات الجهات التي شاركت فيه، وهو النيابة العامة والأدلة الجنائية والطب الشرعي، للوصول للقرار النهائي حول سبب سقوط الطائرة الروسية ووفاة ركابها، مشيرًا إلى أن التقرير احتوى على سيديهات وعينات ال"دي إن إيه"، والتي تم سحبها من الجثامين. وكانت الطائرة الروسية، قد سقطت في منطقة الحسنة بوسط سيناء، وأودت بحياة 224 راكبًا روسيًّا، بالإضافة إلى طاقم الطائرة.