الكونجرس يعيد رسم «الخط الأحمر» للتدخل العسكرى

جون ماكين: الشعب الأمريكى سئم من الحرب.. ووضع قوات على الأرض فى سوريا يحول الرأى العام ضدنا
«لن نتسامح فى استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السورى، أو نقل تلك الأسلحة إلى الإرهابيين»، كان هذا وصف الرئيس باراك أوباما لما أطلق عليه «الخط الأحمر» لإدارته بشأن التدخل فى سوريا الذى أعلن عنه فى 21 مارس الماضى، لكن بعد أن أثبتت التقارير استخدام بشار الأسد تلك الأسلحة، يبدو أن الوضع تغيّر داخل الإدارة الأمريكية بسبب انقسمات داخل الكونجرس.
السناتور ليندسى جراهام وجون ماكين يحاولان الضغط من أجل التدخل فى سوريا الآن بعد استخدام حكومة الأسد الأسلحة الكيماوية على نطاق صغير، لكن كلًّا منهما يختلف فى بعض الجزئيات.
جراهام يرى أن سوريا على وشك أن تصبح دولة فاشلة قبل نهاية السنة إذا لم تتدخل الولايات المتحدة. وحذَّر قائلًا «نحن فى طريقنا لبدء الحرب مع إيران، لأنها سوف تتعامل مع تقاعسنا عن العمل فى سوريا كإشارة على أننا لسنا جادين بشأن برنامجهم النووى.. المنطقة كلها سوف تقع فى الفوضى».
كما صرّح جراهام لمجلة «فورين بولسى» الأسبوع الماضى، بأنه «علينا الوجود على الأرض لتأمين الأسلحة الكيماوية فى أقرب وقت ممكن»، فى حين دعا جون ماكين أيضًا للتدخل الأمريكى، لكنه أكد أنه لا يريد «وجود قوات أمريكية على الأرض».
وقال ماكين «الشعب الأمريكى قد سئم»، موضحًا أنهم لا يريدون نشر قوات على الأرض. ويرى أن «أسوأ شىء يمكن للولايات المتحدة القيام به الآن هو وضع قواتها على الأرض فى سوريا، لأن هذا من شأنه أن يحول الرأى العام ضدنا».
وفى الوقت نفسه، ذكر ماكين أنه ينبغى على الولايات المتحدة تسليح المعارضين، وذلك باستخدام القوات الجوية لمهاجمة جيش الأسد، وخلق ملاذ آمن للاجئين، واعتبر أنه لا بد من «قوة دولية» تكون على استعداد «لتأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية» فى حال سقوط الأسد.
أما السناتور الجمهورى كلير مكاسكيل تتفق مع جراهام على أن نشر قوات أمريكية على الأراضى السورية قد يكون ضروريًّا، كما أن السناتور ساكسبى تشامبليس دعا أيضًا لشكل من أشكال التدخل، موضحًا أنه بالنسبة إلى أمريكا الجلوس على مقاعد البدلاء وعدم القيام بأى شىء خطأ كبير.
ووفقًا لرئيس لجنة الاستخبارات مايك روجرز، فهناك معلومات سرية تفيد بأن كمية صغيرة من الأسلحة الكيماوية تم استخدامها بالفعل على مدار العامين الماضيين. لذلك فهو يعتقد أن الخيارات ليست ضخمة، لكن بعض الإجراءات يجب اتخاذها، وقال إن الخط الأحمر ضد الأسلحة الكيميائية، لا يمكن أن يتبدّل، كما أنه يتفق مع جراهام فى ما يخص ترقّب إيران وكوريا الشمالية.
أما النائبة جان شاكوسكى التى أعربت عن تقديرها ل«نهج التداول» للرئيس أوباما، فترى أن التقارير الخاطئة عن أسلحة الدمار الشامل فى العراق يجب أن تكون تذكيرًا للتصرّف بحذر.