لم يكن شعبان سيد أحمد، في حاجة إلى أن تغمر الأمطار الغرفة التي يقيم فيها أسفل عقار بمنطقة بولكي في الإسكندرية ليعرف طعم المعاناة، فالرجل الذي يحرس أحد عقارات المنطقة الراقية بالإسكندرية يعيش مع 5 من أفراد أسرته في غرفة وحيدة، ويعيل أسرته بالراتب الزهيد الذي يحصل عليها شهريًّا. يقول شعبان، الذي انتشرت صورته وهو يحضن الثلاجة، بينما باقي متعلقات غرفته تسبح في مياه الأمطار، ل«التحرير»: كنت خايف لاحسن تُقع، ومش معايا أجيب غيرها، كل الأجهزة عندي باظت، وماحدش سأل فيَّ، مضيفًا: باقدّر محاولات الرئيس السيسي لحل الأزمات، لكن باقي المسؤولين ماحدش منهم بيبص على الغلابة، أنا رضيت بشغلي وبوضعي، لكن زي ما بيقولوا (رضينا بالهم والهم مارضيش بينا). يخشى «حاضن الثلاجة» من تكرار الحادث مرة أخرى، إذ يقول: ربنا يعوّض علينا في الحاجات اللي باظت، والعفش اللي ادّمر، بس أنا خايف من المرة الجاية لو المطر زاد إيه ممكن يحصل لي. ورغم انتشار صورة الرجل على نطاق واسع وتعرُّف الملايين على قصته، فإنه لم يتوجه أحد من المسؤولين إليه لتعويضه عن الخسائر التي لحقت به.. ويضحك عم شعبان حين يعلم أن الحكومة قررت صرفت 100 جنيه للمتضررين من الأمطار التي أغرقت الإسكندرية، قائلاً «دا مبلغ مايجبش فِيَش ولمبات جديدة، منهم لله اللي مش حاسين بالغلابة».