توقف نجيب محفوظ عن الكتابة بعد الثلاثية، ودخل في حالة صمت أدبي، انتقل خلالها من الواقعية الاجتماعية إلى الواقعية الرمزية، ثم بدأ نشر روايته "أولاد حارتنا" في جريدة الأهرام في 1959، وفيها استسلم نجيب لغواية استعمال الحكايات الكبرى من تاريخ الإنسانية في قراءة اللحظة السياسية والاجتماعية لمصر ما بعد الثورة ليطرح سؤالا على رجال الثورة عن الطريق الذي يرغبون في السير فيه "طريق الفتوات أم طريق الحرافيش ؟". الرواية.. مثيرة للجدل أثارت رواية "أولاد حارتنا" ردود أفعالٍ قوية تسببت في وقف نشرها والتوجيه بعدم نشرها كاملة في مصر، رغم صدورها في 1967 عن دار الآداب اللبنانية، حيث جاءت ردود الفعل القوية من التفسيرات المباشرة للرموز الدينية في الرواية، وشخصياتها أمثال: الجبلاوي، أدهم، إدريس، جبل، رفاعة، قاسم، وعرفة، كما أن موت الجبلاوي فيها شكل صدمة عقائدية لكثير من الأطراف الدينية. الفوز بجائزة نوبل أولاد حارتنا واحدة من أربع رواياتٍ تسببت في فوز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للأدب، وبعدها لم يتخل تماماً عن واقعيته الرمزية، فنشر ملحمة الحرافيش في 1977، بعد عشر سنواتٍ من نشر أولاد حارتنا كاملة.. عقب فوزه بالجائزة العالمية عام 1988 قال محفوظ لصحيفة الأهرام: "أتذكر في هذه اللحظة بالعرفان أساتذتي طه حسين وعباس العقاد وتوفيق الحكيم". محاولة اغتياله في 21 سبتمبر 1950 بدأ نشر رواية "أولاد حارتنا" مسلسلةً في جريدة الأهرام، ثم توقف النشر في 25 ديسمبر من العام نفسه بسبب اعتراضات هيئات دينية على "تطاوله على الذات الإلهية". لم تُنشر الرواية كاملة في مصر في تلك الفترة، واقتضى الأمر ثمان سنين أخرى حتى تظهر كاملة في طبعة دار الآداب اللبنانية التي طبعتها في بيروت عام 1967، وأعيد نشرها في مصر في عام 2006 عن طريق دار الشروق. في أكتوبر 1995 طُعن نجيب محفوظ في عنقه على يد شابين قد قررا اغتياله لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل.. لم يمت نجيب محفوظ كنتيجة للمحاولة، وفيما بعد أُعدم الشابان المشتركان في محاولة الاغتيال رغم تعليقه بأنه غير حاقدٍ على من حاول قتله، وأنه يتمنى لو أنهم لم يُعدما. نص كلمته نجيب محفوظ التي ألقاها أمام الأكاديمية السويدية ولجنة نوبل