"بدي أرجع على بيتنا وحارتنا.. بدي أنزل بشوارع حمص وما أرجع لآخر الليل بدون ما حدا يوقفنا ع الطريق.. بدي أمشي بدون ما أكون خايفة من رصاصة أو قذيفة صاروخ.. بدي أرجع بوس تراب الشام" عبارات انتشرت كثيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، لتعبر عن أمنيات الشعب الفلسطيني والسوري التي منعت الحرب تحقيقها، فلم يعد لديهم سوى التعبير عن أحلامهم من خلال كتابة أمنيات صغيرة على "فيسبوك". "بكرا بس تخلص الحرب" كان اسم الحدث الذي اجتمع عليه آلاف السوريين ليعبروا عن آمالهم بانتهاء الحرب والدمار في بلدهم، والذي قام به إيهاب بدوي أحد الشباب السوري المغترب، فيقول "كلنا عنا أحلام بدنا نحققها بس تخلص الحرب.. كل واحد يحكي شو حلمه". "التجمع بين الأهل والرفقة"، أمنية مشتركة بين أفراد الشعب السوري المغترب، فما بين فقد الأحبة وافتقاد الوطن، جاءت كلماتهم لتعبر عن حال شعب يرثى له، ولأحلامه البسيطة، كالمشي في حواري حلب حتى الفجر، شرب القهوة مع الجدة على عتبة دار هدم بفعل القذف. الهروب إلى الفضاء الإلكتروني لم يقتصر على السوريين فقط، بل امتد إلى رفقائهم في أوجاع الوطن، "الفلسطينيون"، حيث جاءت أحلامهم كحوار تخيلي تحت مسمى "لو أنّ فلسطين ليست محتلة"، ليعبروا بها عن أحلام آبائهم وأجدادهم"، متخيلين أنفسهم لم يتغربوا عن وطنهم الأم. "الصلاة في المسجد الأقصى"، "أسبح ببحر حيفا"، "أزرع شجرة زيتون ع باب الدار"، أحلام بسيطة لم تختلف كثيرًا في أحقيتها للشعب الفلسطيني عن شقيقه السوري، لتمتلئ الصفحة بالعديد من التخيلات لفلسطين لو لم يكن للكيان الصهيوني وجود بداخلها. "هل في وسعي أن أختار أحلامي لئلا أحلم بما لا يتحقق؟" قالها الشاعر الفلسطينى محمود درويش يومًا، لكن أهل وطنه لم يؤمنوا بها، ضاربين عرض الحائط بأحوالهم، ناشدين أحلامهم وأمنياتهم في وجه كل معترض.