يقسم «حسن البنا» الناس فى نظرتهم للجماعة وفى تعاملهم معها إلى أصناف أربعة.. إما مؤمن وإما متردد وإما نفعى وإما متحامل.. فأما المؤمن فهو «شخص آمن بدعوتنا وصدق بقولنا وأعجب بمبادئنا ورأى فيها خيرا إطمأنت إليه نفسه وهذا ندعوه أن يبادر بالإنضمام إلينا والعمل معنا حتى يكثر به عدد المجاهدين».. والإيمان بدعوة الإخوان المسلمين يستلزم معرفة أنها «دعوة لا تقبل الشركة إذ أن طبيعتها الوحدة فمن استعد لذلك فقد عاش بها وعاشت به ومن ضعف عن هذا العبء فسيحرم ثواب المجاهدين ويكون مع المخلفين ويقعد مع القاعدين».. هل رأيتم الشاب المتحمس حسن البنا وهو يوزع الثواب على مخاليق ربنا ويحدد من سيحصل على ثواب المجاهدين ومن سيقعد مع القاعدين؟!.. هل رأيتم شرط الإنتماء إلى الإخوان المسلمين من أجل الحصول على ثواب المجاهدين وهو بيتقال وش بدون أدنى مواربة أو خجل؟!.. هل رأى أحدكم ذلك التوكيل الذى منحته السماء للإخوان ولزعيمهم المتحمس حسن البنا من أجل التحدث بإسمها وتعيين أنفسهم أوصياء على دين الله الذى منحه لجميع البشر منهم ليه على طول بدون أى وساطات من أى نوع؟! و أما المتردد فهو «شخص لم يستبن له وجه الحق ولم يتعرف فى قولنا معنى الإخلاص والفائدة وهذا نتركه لتردده ونوصيه بأن يتصل بنا عن كثب ويتعرف إلى إخوتنا وسيطمئن بعدها لنا إن شاء الله.. وكذلك كان شأن المترددين من أتباع الرسل من قبل».. من أعطى البنا كل تلك الثقة فى أن الإيمان بجماعة الإخوان المسلمين هو وجه الحق؟!.. ما تعرفش.. من أعطاه الثقة والجرأة على تشبيه المترددين فى إتباع جماعته بالمترددين فى إتباع الرسل؟!.. ما تفهمش.. هل هبط الوحى على جماعة الإخوان المسلمين بدين جديد واحنا مانعرفش ولا حاجة ليصبح الإنتماء لهم هو وجه الحق وليصبح التردد بشأن الإنتماء لهم كالتردد فى اتباع الرسل؟! و أما النفعى فهو «شخص لا يريد أن يبذل معونته إلا إذا عرف ما يعود عليه من فائدة وما يجره هذا البذل له من مغنم وهذا نقول له حنانيك فليس عندنا من جزاء إلا ثواب الله إن أخلصت أما نحن فمغمورون جاها فقراء مالا شأننا التضحية بما معنا وبذل ما فى أيدينا ورجاؤنا رضوان الله وهو نعم المولى ونعم النصير «.. ما الذى يستطيع البنى آدم منا ان يقوله بعد تلك الكلمات التى يصف بها البنا النفعيين وبتوع مصلحتهم بينما هى فى الحقيقة لا تصف سوى الإخوان بذات نفسهم.. حيث تأكد بالتجربة العملية المريرة أنهم هم النفعيين.. وهم الطماعين.. وهم بتوع مصلحتهم.. وهم الباحثين باستمرار عن المغانم والمكاسب بصرف النظر عن مدى شرف أو نبل طريقة الحصول عليها من عدمه.. وأما بخصوص حكاية التضحية بما معهم وبذل ما فى أيديهم فربما كانت هى الحتة الوحيدة الصحيحة فى الكلام.. فها هم بالفعل يضحون بالبلد بأسرها من أجل استمرار جماعتهم.. فلتولع البلد وليولع معها الشعب ليعيش الإخوان ! و أما بقى المتحامل فهو «شخص ساء فينا ظنه وأحاطت بنا شكوكه وريبه فهو لا يرانا إلا بالمنظار الأسود القاتم ولا يتحدث عنا إلا بلسان المتحرج المتشكك وهذا ندعو الله لنا وله أن يلهمنا وإياه الرشد ندعوه إن قبل الدعاء ونناديه إن أجاب النداء وهذا سنظل نحبه ونرجو فيأه إلينا واقتناعه بدعوتنا وإنما شعارنا معه ما أرشدنا إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم من قبل.. اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون «.. إذن.. نحن بقى هؤلاء الذين لا يعلمون.. نحن الذين نحتاج إلى الهداية المتمثلة فى الإلتحاق بجماعة الإخوان المسلمين.. نحن الذين نسمى الأشياء بمسمياتها ولهذا مش عاجبين.. نحن الذين نقول على الغش غش وعلى التدليس تدليس.. نحن الذين يؤمنون بالله وليس بجماعة الإخوان المسلمين.. نحن الذين نرى أنه ما يصحش أن يُشَبِّه الشاب المتحمس حسن البنا دعوته لدخول الجماعة بدعوة الرسول عليه الصلاة والسلام لدخول الإسلام.. نحن الذين نعتقد أنه لو أراد كارهى الإسلام تشويهه لما نجحوا فى ذلك بذلك القدر الذى نجحتم انتم فيه.. ذلك هو نجاحكم الوحيد حتى الآن.. بينما فى كل شيء آخر ما أنتم سوى مجموعة من أباطرة الفشل.. تجلل هاماتكم تيجان الفشل الذريع وتزين صدوركم أوسمة الكذب المفضوح ونياشين الخداع الذى لا يعرف معنى الوفاء بالعهد!