غياب مصر عن بطولة الأمم الإفريقية لثلاث مرات متتالية، أدخل حزنًا داخل الأوساط الرياضية، بعد تربع الفراعنة على عرش إفريقيا لثلاث مرات متتالية تحت قيادة المعلم حسن شحاتة، ومعه جيل تاريخي لمصر حقق كل شيء باستثناء التأهل لكأس العالم. رحل المعلم، وأتى من بعده الأمريكي برادلي، والمصري شوقي غريب، وفشلا في العبور بالسفينة؛ فغرقت الكرة المصرية إفريقيًا، حتى جاء الساحر الأرجنتيني هيكتور كوبر، وحمل معاه أمال المصريين في التأهل للكأس والمونديال. كوبر جاء من بعيد لكنه كان قريبًا.. جلس كثيرًا يشاهد.. حضر غالبية مباريات الدوري من أرض الملعب، تعرف على طبيعة اللاعب المصري، عايش مشاكلهم، حتى نجح في لم الشمل. كسب كوبر الرهان وعالج أزمة انقسام لاعبي المنتخب مبكرًا وأصبحوا جميعًا على قلب رجل واحد، وهدف واحد، هو فرحة المصريين بالتأهل لأمم أفريقيا وبعدها التأهل لمونديال العالم. الأرجنتيني العجوز لم يكتف بذلك فقط، بل فتح يديه للشباب ليحجزوا مكانًا أساسيًا في تشكيلة المنتخب وأغلق بابه في وجه العواجيز؛ في رسالة بأن البركة بالشباب، فهم المستقبل، وهم من سيحققون الآمال بعودة مصر لمنصات التتويج الإفريقية. ظهر كوبر بقلب شابًا معتمدًا في تشكيلته التي واجهت تشاد في التصفيات الإفريقية، التي انتهت بفوز الفراعنة بخمسة أهداف مقابل هدف، على 11 لاعبًا صغار السن بداية من الشناوي وأمامه ربيعه وحجازي وحازم وشافي مرورًا بلاعبي الارتكاز النني وإبراهيم وأمامهما رمضان وصلاح وكهربا وفي المقدمة باسم مرسي، وفي المقابل ابتعد عن الكبار إكرامي ووليد وغالي وعبد الملك وحفني ونجيب ومتعب وغيرهم. كوبر جعل المنتخب الوطني أمام تشاد، رغم ضعف المنافس، شابًا سريعًا قويًا بدلًا من البطئ الذي سيطر عليه في الفترات الماضية؛ وأضحت الحيوية والنشاط عنوانًا للفراعنة بعدما كانت المعلمة والأنانية شعار المرحلة الأخيرة. فهل يكسب كوبر الرهان بالشباب، ويحقق ما فشل فيه سابقوه بالتأهل لأمم إفريقيا وبعدها التأهل لمونديال العالم بروسيا.