تعدى عدد من أفراد مباحث قسم حدائق القبة بالضرب والسحل على ربة منزل أثناء تواجدها بشارع الجراج، بعدما رفضت تعدي أفراد الشرطة على أحد المواطنين وضربه بالشوم، فكان جزاءهانيل قسطًا من الضرب المبرح بالشوم، وامتد الأمر ليصل إلى السحل على مرأى ومسمع من الجميع. "التحرير" التقت بالسيدة المسحولة، وفى بداية الحديث قالت "وفاء. ع"، 30 عامًا، "أنا كنت نازلة اشتري لبس المدرسة لابني كريم في منطقة حدائق القبة، وأثناء السير بشارع الجراج، حدثت حالة من الهرج والمرج وصراخ، ولم نعرف المصدر، وبتفقد الأمر، وجدت شاب ملقى بجواري، تسيل الدماء من أنحاء متفرقة بجسده؛ بسبب تعدي أفراد الشرطة عليه بالضرب، فصرخت "حرام عليكوا هو عمل إيه؟". وأضافت: "ومن بعد تلك الجملة تجمع حولي عدد من أفراد المباحث، وتعدوا عليَّ بالضرب بشومه، فهربت داخل أحد محلات الأحذية ووسط استغاثتي بالمواطنين، دخل شرطي إلى المحل، وقالي انت عايزة تصوري اللى حصل بالموبيل ده، انت هتموتي النهاردة، وقام فرد آخر بجذبي من شعرى بعد خلعه للحجاب حتى أخذوني لسيارة الشرطة". وتابعت: "طوال الطريق إلى الثقسم، تعرضت للاعتداء بالضرب والسب بألفاظ نابية"، تتوقف السيدة الثلاثينية لحظات، تتذكر تفاصيل تلك الليلة التي لن تنساها، لتعاود إكمال تفاصيل الواقعة والدموع تملاً عينيها: "أفراد الشرطة كانوا بيتفوا عليَّ وطوال الطريق"، وفور وصولنا ودخولي لمكتب رئيس المباحث أمر أحد الضباط بالتعدي عليَّ مجددًا أمامه قائلاً "بقولك ايه، الست دي عايزين نربيها علشان جوزها مش عارف يحكمها وإحنا هنوريها إزاي تصور الشرطة كويس". وأردفت: "مع انتهاء حفلة التعذيب بعد ضربي وتكتيفي بالقسم، أخذوني وكريم ابني للحجز، وأعطوا تعليمات للمسجونين بالتعدي عليَّ، ومنع دخولي لدورة المياه طوال الليل". واستطردت: "وفي صباح اليوم التالي، ذهبت إلى النيابة بتهمة مشاجرة مع مجهولين، وتحدثت لوكيل النيابة "أنا اتعذبت في القسم، واتهنت واتعلقت"، فأمر بإخلاء سبيلي، ولدى عودتي للقسم مرة أخرى، كانت هناك وصلة جديدة من التعذيب والإهانة، وقال لي أمين الشرطة الذي تعدى عليَّ بالشارع "انت لو فكرتي تتكلمي أو تقولي اللي حصل هنجيبك تاني، ومش هتخرجي". "روحي اشربي لبن ونامي، وأكيد عرفتي إن في رجالة بيعرفوا يعلموا الأدب".. كانت هذه آخر كلمات سمعتها "وفاء" من رئيس المباحث قبل مغادرتها لديوان القسم. واختتمت السيدة حديثها قائلة: "أنا بطالب رئيس الجمهورية يرجع حقي، وشرف ستات مصر اللي ضاع على يد بلطجية الداخلية". أما كريم نجل الضحية، تسيطر عليه حالة من الحزن على ما شاهده من ظلم بين تعرضت له والدته: "أنا شوفت ماما بتضرب وبتتشتم قدامي من غير سبب، وأنا كنت عايز أطلع ضابط شرطة بس بعد اللي حصل معاها أنا خايف أنزل الشارع، ومش عايز أبقى ضابط".