الموساد جهاز استخبارات فاشل، هكذا وصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية فى تقرير لها، أمس، هذا الجهاز الأمنى، فى ضوء ما استجد من معلومات وتفاصيل كشفت عنها الصحيفة العبرية أمس، فى ما يتعلق ببن زايجر، عميل الموساد الذى انتحر فى السجن بتل أبيب، وسط اتهامات له بتسريب معلومات حساسة وسرية إلى عدد من الجهات بالعالم على رأسها أستراليا. أبرز دليل على فشل هذا الجهاز الذى كان كثيرا ما يتفاخر بذكاء العاملين به، وفقا للصحيفة، هو عملية تدريب بن زايجر أو «السجين إكس»، فقد كانت هناك تحذيرات من سلوكه منذ اللحظة الأولى التى أرسل فيها سيرة حياته إلى الموساد، وخلال فترة الامتحانات والتدريبات التى خضع لها، مضيفة أنه على الرغم من ذلك لم ينتبه أحد فى هيئة التجسس السرية والحساسة جدا لتلك التحذيرات. ولفتت الصحيفة إلى أن «السجين إكس» كان قد بعث برسالة عبر الفاكس فى فبراير من عام 2003 إلى الموساد يقول فيها إنه «قادم جديد للبلاد، محام، ابن لعائلة صهيونية، حلم دوما بالعيش فى إسرائيل، وسكن لفترة فى كيبوتس، وخدم فى الجيش فى وحدة الارتباط، وأصيب فى لبنان، ويطلب الانضمام إلى الموساد»، مضيفة أن الجهاز الأمنى يعترف اليوم بأن بن زايجر لم يكن مناسبا للعمل به. بل إن هناك دليلا آخر على فشل الموساد، يثير السخرية، أوردته «يديعوت» وهو أن العميل الإسرائيلى السابق اعتاد قول إنه يعمل فى صفوف الموساد، خلال عمله فى مكتب محاماة، كان يعمل به فى إحدى مهماته، ووفقا لصحيفة «دير شبيجل» الألمانية، فإن بن زايجر توجه للتعلم فى أستراليا باسم مستعار، وفى نهاية العام نفسه وصلت الموساد معلومات، مفادها أن جهات أجنبية تعرف أن عميلا للموساد موجود فى الجامعة، وتبين لاحقا أن بن زايجر هو مصدر تسريب هذه المعلومات. هذا الفشل الذريع دفع الجهاز الاستخبارى إلى إجراء سلسلة من التحقيقات الداخلية داخل صفوف العاملين به، بهدف الكشف عن كيفية تجنيد بن زايجر دون أن يتم اكتشاف عدم ملاءمتها للوظيفة.