أسباب كثير أدَّت إلى تنظيم الوقفات الاحتجاجية ما بعد ثورة 25 يناير، سواء كانت لمطالب فئوية، أو احتجاجات نوعية، كذلك تعددت أماكنها من مجلس الوزراء أو رئاسة الجمهورية أو الميادين الكبرى، لكنها في كل أحوالها لم تكن يومًا "رحلة سعيدة". "يدعو نادي المهندسين أعضاءه الكرام إلى الوقفة الاحتجاجة أمام مكتب وزير الصحة بالقاهرة"، دعوة وجَّهتها نقابة المهندسين إلى أعضائها للتظاهر، إلى أنَّ "الدعوة لم تخلُ من معالم كثيرة من العجب". الوقفات الاحتجاجية في عادتها، لم تعد تلفت انتباه المهندس الثلاثيني محمود المنصوري الذي يتابع الصفحة الرسمية لناديه النقابي في محافظته بالإسكندرية، إلا أنَّ هذه الدعوة لففت انتباهه كثيرًا. الدعوة قالت إن برنامج الوقفة سيبدأ في السابعة والنصف صباحًا حيث التجمع والتحرك نحو القاهرة، والساعة 12 ظهرًا وقفة احتجاجية أمام مكتب الدكتور عادل عدوي وزير الصحة والسكان لمدة ساعة ، واستراحة الغذاء بنادي المهندسين بأكتوبر في تمام الثالثة وحتى الرابعة والنصف عصرًا، وعقب ذلك جولة ترفيهية بمول العرب من الخامسة حتى الثامنة مساءً، ومن ثمَّ العودة للإسكندرية". برنامج "الرحلة" كما أطلق عليها "محمود" جعله لا يصدق أنَّ هناك بالفعل ثمة وقفة احتجاجية حقيقية، حتى الدعوة لم تكن موضحة سبب الوقفة الاحتجاجية، قائلاً: "إحنا كمهندسين مكناش عارفين إيه السبب اللي هيخلينا نقف قدام مكتب وزير الصحة في القاهرة"، السبب الذي اكتشفه المنصوري، بعد أكثر من سؤال وُجِّه للصفحة الرسمية لنادي المهندسين بالإسكندرية، حيث تبين، وفق ما قالوا، إنَّ "تعسفًا يمارس ضد المهندسين العاملين في وزارة الصحة، بعدم تطبيق الكادر الصحي عليهم رغم تطبيقه على كافة المؤهلات بالوزارة"، السبب لم يراه المهندس الشاب منطقيًا، بأن قال: "لو فيه ضرورة للوقفة يعملها مهندسو القاهرة، ومن باب أولى نحل مشاكل نقابتنا وكادرنا الخاص".