وقت طويل مضى على آخر عملية ترميم شهدتها مدارس الجمالية، والتى تم معظمها بجهود ذاتية، ومساعدات من الجمعيات الأهلية، وفى الألفية الثانية ما زال تلاميذ الجمالية فى انتظار «فصل» لا تتفتت جدرانه مع كل طابور صباحى، و«دكة» خشبية تصلح للجلوس عليها، أو شربة ماء من «حنفية» سليمة، وأن ينتهى اليوم الدراسى دون وقوع شباك، أو إصابة طالب جراء إهمال مدرسى. زيارة رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، لمنطقة الدرب الأحمر قبل شهور قليلة، كانت فاتحة الخير لمدارس المنطقة، كما يتحدث عبده عريبى، مدير إدارة وسط التعليمية، عن أن الأهالى طلبوا من رئيس الوزراء ضرورة النظر إلى أحوال المدارس فى المنطقة، وبالفعل أصبحت زيارة محلب للمنطقة علامة فارقة فى تاريخ تطوير المدارس التى تعانى الإهمال الشديد الذى وصل إلى حد الخطورة الداهمة «المنطقة فيها 4 مدارس مغلقة منذ أكثر من عام، نظرا لخطورتها الشديدة على التلاميذ، وهيئة الأبنية التعليمية لم تتحرك ساكنا فى اتجاه إصلاحها، والإدارة لا تملك سوى تحديد فترات مسائية فى المدارس المتاحة لاستيعاب التلاميذ». كانت مساهمة جهاز المشروعات بالقوات المسلحة تحت رعاية محلب هى الخطوة التى انتظرها الجميع، القوات المسلحة أخذت 4 مدارس إصلاح تام فى المبانى والأدوات والمعامل، وهذه المدارس كانت مغلقة تماما، فمنذ الخمسينيات لم تشهد أى صيانة، لم تكتف القوات المسلحة بتطوير 4 مدارس فقط، بل ضمت كذلك 15 مدرسة أخرى فى صيانة دورية وتجديد جزئى. هانى كمال، المتحدث الإعلامى لوزارة التربية والتعليم، أكد أن نشاط جهاز المشروعات بالقوات المسلحة فى تطوير المدارس وصيانتها لا يشمل مدارس الجمالية والدرب الأحمر فقط، بل هى خطة «قومية»، مضيفا «ده مشروع قومى تبنته القوات المسلحة بعد أحداث العام الماضى بتوجيه من رئاسة الوزراء، ومن المفترض أن تنتهى الخطة قبل أسبوعين من بدء الدراسة على مستوى الجمهورية»، «خطرة، خطورة داهمة، لا تصلح»، التقييم المبدئى الذى وضعته الوزارة للمدارس وحالتها بالاشتراك مع القوات المسلحة، «دى أول مرة القوات المسلحة تشارك فى هذا النشاط، تجنبا لحالة التراخى فى الأبنية التعليمية، والجميع يأمل أن يكون إنجازا كبيرا كما اعتدنا».