كتب- هانى ياسين وباهر القاضى: فى جلسته الختامية التى جرت صباح أمس (الثلاثاء)، أنهى المؤتمر العالمى لدار الإفتاء المصرية فاعلياته التى استمرت على مدار يومين، وتوالت الكلمات الختامية بتأكيد الدكتور نصر فريد واصل، مفتى مصر الأسبق، على أن الإسلام دين الرحمة للعالم أجمع، وأن ما يلصق بالتشريع الإسلامى من أكاذيب لا يعكس حقيقة الدين الذى أعلى من قيمة الدماء والحقوق. الدكتور واصل شدّد فى الجلسة الختامية لمؤتمر دار الإفتاء المصرية، على أن الفتوى الشرعية أفضل وسائل القضاء على العنف والتطرف والإرهاب الذى نتابعه عبر جماعات ترتدى ملابس الإسلام وهو منها براء، مبينا أن الإسلام والسلام وجهان لعملة واحدة، حيث أمر الله المكلفين بخطابه أن ينفروا إلى بيان حقيقة التشريع الإلهى دون تشدد أو تساهل حتى لا يكون المفتى كاذبا على الله تعالى، وليعلم المتجرئون على الفتوى أنهم يتجرؤون على النار، فقد كان عمر بن الخطاب يجمع للفتوى فى المسألة الواحدة أهل بدر من شدة تحرجه على القول فى دين الله. المفتى الأسبق أرجع أسباب أزمة الفتوى إلى تصدّر غير المختصين للفضائيات، وانصراف الناس عن علماء الدين الراسخين فى العلم بسبب ظن الناس أنهم علماء سلطة، الأمر الذى سبّب الخلط فى المفاهيم عند الناس بين الفقيه والداعية والمفتى، واقترح الدكتور واصل تجنب الاعتماد فى طلب الفتوى على دعاة الفضائيات وشرائط الكاسيت، أو سماع الدرس الدينية، أو أخذ الفتوى من شخص غير متخصص فى العلوم الدينية والشرعية، كما طالب بإصدار تشريع قانونى يقضى بتجريم التصدى للفتوى من غير المتخصصين. بدوره، قال الدكتور محمد كمال إمام، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية، إن «مؤتمر الإفتاء جاء فى وقت بالغ الأهمية، إذ تعانى الأمة الإسلامية من التطرّف الفكرى الناتج عن تشوهات الفتاوى التى يصدرها غير المتخصصين، ولا شك أن العالم الإسلامى وأبناءه حريصون على تفعيل دين الله وفق إرادة المولى سبحانه وتعالى». بينما أوضح الدكتور عبد الحى عزب، رئيس جامعة الأزهر، فى كلمته بالمؤتمر العالمى للإفتاء، أن الإفتاء فى الدين والدنيا من سمات الشرع الحكيم، ويمثّل بيانا للناس يقوم عليه الأمين منهم المدرك لمنهجية الوسطية والاعتدال، مؤكدا فى بحثه الذى جاء تحت عنوان «الوسطية فى الإفتاء بين الحقيقة والادّعاء»، أن الوسطية الفكرية تستلزم أن يكون المفتى الناطق الرسمى عن الشرع الحكيم، كما أن المفتين هم نجوم السماء، وحاجة الناس إليهم أشدّ من حاجتهم إلى الطعام والشراب. فى الوقت الذى أشار فيه الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتى لبنان، إلى أن هناك صفات يجب توافرها فى المفتى، أبرزها عدم التسرع أو التشدد، والتمسك بالكتاب والسنّة دون إفراط ولا تفريط، ف«الوسطية حق بين باطليْن».