يعاني العاملون في محطة مياه طوخ بالقليوبية والواقعة على مساحة 11.5 فدان بقرية العبادلة من العمل في ظروف صعبة بمكان تحيطه زراعات البرتقال والموالح من كل جانب. وينتشر العشرات من الذئاب داخل المحطة الحاصلة على شهادة الجودة من الوكالة الألماني، حيث تخترقوها من الزراعات المجاورة وتستخدم المواسير والأماكن الفضاء كأماكن للاختباء من مطاردات العاملين البالغ عددهم 50 فنيا وكيميائيا. الغريب أن عددا من العمال بالمحطة صار يأنسون تلك الذئاب التى تبيت فى المحطة ليلا، وقالوا ل"التحرير" إن "تلك الذئاب صارت مستأنسة لأننا نضطر لوضع الطعام لها فأصبحت حيوانات أليفة"، بينما أبدى عدد آخر من العمال تخوفهم منها ومن مكرها، مطالبين الطب البيطرى بعمل حملات لمواجهة الذئاب المحيطة بالمنطقة. "التحرير" تجولت داخل المحطة التى تقع على مسافة 10 كيلو مترات من العاصمة بنها، وتخدم 145 قرية من قرى طوخ مدينة قها وبعضا من مناطق بنها. وبمجرد ان تدخل المحطة يفاجئك مشهد قمع الرياح أحد الاحتياطات الأمنية بالمكان والذى يستخدم لكشف اتجاه الرياح فى حالة حدوث أى تسريب بغاز الكلور وإبعاد العاملين فى الاتجاه المضاد للرياح. الجولة كانت أكثر صعوبة خلال دخول أماكن حقن الشبة ووضع نسب الكلور بنسب تختلف كل ساعتين حسب نسبة عكارة المياه. ويقول المهندس جمال عبد العزيز مدير المحطة إن مساحتها تبلغ 11 فدانا ونصف والطاقة التصميمية لها تصل إلى 69 ألف متر مكعب والطاقة الفعلية 65 ألف متر مكعب يوميا، ويتم استخدام طن وربع من مادة الشبة وإسطوانة كلور يصل وزنها إلى 800 كيلو يوميا. وأضاف عبد العزيز أنه يتم اتباع أساليب الأمان والسلامة المهنية وتم توفير أجهزة الإنذار وحساسات الكلور وطفايا الحريق وسيستم كامل لمواجهة أى تسريب فى الكلور بشكل كامل واستخدام برج التعادل فى حالات الطوارئ وقمع الرياح باعتبارة أحد العلامات الدولية المستخدمة فى حالات الطوارئ ومعرفة اتجاه الرياح لإبعاد العاملين عن مناطق الخطر. وأشار مدير المحطة إلى أنه يجرى حاليا التجهيز للمحطة الثانية التى ستكون سببا فى إلغاء الأبار الارتوازية بطوخ حيث إن المحطات المرشحة تعتمد على المياه السطحية كما هو الحال فى محطة العبادلة التى تم وضع مأخذ المياه على الرياح التوفيقى واستبدال المساحات التى توجد بها مواسير اسبستوس والتى تصل مساحتها إلى 35 كيلو مترا بقرى طوخ. من جانبه قال خالد إسماعيل خالد فنى تشغيل وصيانه، إنه يتعامل مع الكلور من خلال منظومتين ويتم وضع الكلور أو الشبة وفقا لنوعية المياه أو وجود عكارة، مضيفا أن لكل منظومة 3 أسطوانات توضع حسب عكارة المياه. أما الكيميائية إيمان مصطفى فقالت إن معمل المحطة يقوم بتحليل عينات المياه المأخوذة من مأخذ المحطة والمروقات الخاصة بمياه المحطة وعينات من المنازل لتحليلها وتم مراقبة جودة المياه من خلال العينات المأخوذة. فى نفس السياق قال المهندس مصطفى مجاهد رئيس مجلس ادارة شركة مياه الشرب بالقليوبية إن التحدي الأكبر لدينا في المحافظة بشأن المياه هو عدم وجود ثقافة بين المواطنين، وارتفاع احتياجات المحافظة من كمية المياه المطلوبة، وعدم وجود محطات مياة بشكل كافٍ، فهناك 23 % فقط من قرى المحافظة التي يوجد بها صرف صحي، بما يعادل 45 قرية فقط من إجمالي 197 قرية و111 عزبة وكفر. وأشار مجاهد، إلى أن معدل استهلاك المحافظة من المياه نحو نصف مليون لتر مكعب، وتنحصر ثقافة المواطن القليوبي في الحصول على مياه سطحية وكأنها الجنة الموعودة، مؤكدًا أن هناك 16% فقط من المياه سطحية، و39% مياه ارتوازية فنضطر إلى خلط المياه السطحية بالارتوازية، كي تصل المياه إلى الأدوار العالية. وأضاف رئيس شركة المياه، أن أوجه القصور تنبثق من المواطنين والمجتمع المدني، بالإضافة إلى عدم وجود مجالس محلية، فضلًا عن سرقة المياه التي تنهك الشركة بشكل حاد. وأكد أن سلامة وصحة المواطن هو ما يشغلنا فلذلك يتم تحسين المياه بالكلور، دون النظر إلى تعليقات المواطن على ذلك من تغيير لون المياه. * * * * * * * * *