سلّطت مجلة "جون أفريك"، الضوء على عودة مصر للساحة الدولية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك على تفاؤل الشعب المصري حيال المستقبل وعلى قلقه من التهديد الإرهابي وعدم الاستقرار الإقليمي. وكتبت المجلة الأسبوعية الصادرة من باريس - والتي خصصت عدة صفحات عن مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي- إن الشعب المصري، بعد ثورتين في 25 يناير 2011 و 30 يونيو 2013 في فترة قام خلالها المجلس العسكري بإدارة شؤون البلاد قبل أن تتولى حكومة إسلامية الحكم، وقع اختياره أخيرًا على المشير عبد الفتاح السيسي وانتخبه بنسبة 96.91% من الأصوات. وأضافت، إن الرئيس السيسي لم يكن معروفًا في البداية في الشارع المصري مثلما كان داخل المؤسسة العسكرية، لافتة إلى أن غالبية الشعب على يقين أنه يمثل مفتاح الرفاهية بالنسبة لهم، بل أن صانعي القرار في الغرب يَرَوْن بدورهم في الرئيس عبد الفتاح السيسي لاعبًا أساسيا لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وأبرزت "جون أفريك" طلب الرئيس السيسي، بعد مرور عام على توليه الحكم، للشعب المصري، بأن يتحلى بالصبر ويضع ثقته فيه، وإشادة مؤيديه وهم أغلبية بالاصلاحات الجارية، وبعودة الاستقرار وبإطلاق مشروعات كبرى ملموسة بعد أن سلكت البلاد الطريق الصحيح بعيدًا عن الفوضى التي أعقبت ثورة يناير 2011. وأشارت، إلى أن المصريين بعد أن سئموا حالة عدم الاستقرار التي استمرت عدة سنوات وشاهدوا الوضع في ليبيا وسوريا واليمن وشعروا بالقلق على مصير البلاد ومن التهديد الجهادي، قرروا وضع مستقبلهم في أيدي رجل ذي أصول عسكرية ليخوض حربًا ضارية ضد جماعة الإخوان المسلمين. وأضافت، أن المصريين ينتظرون الكثير من "بطلهم" الذي يواجه عدة تحديات وهي استعادة الأمن ودفع معدلات النمو دون أن يستفيد منها فقط رجال الأعمال مثلما كان الحال في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، فضلا عن تعزيز سلطة الدولة و بناء الديمقراطية. ونوهت المجلة، إلى الدعم الواسع للرئيس عبد الفتاح السيسي في الأحياء الشعبية مثلما هو في أحياء القاهرة الغنية، مشيرة إلى ترقب المصريين للمستقبل، وهذا مبعث للاطمئنان والأمل بالنسبة لهم على عكس حالة عدم اليقين العارمة التي خيمت بعد ثورة يناير 2011 حتى العام الماضي، إذ أن المصريين لديهم الرغبة في السير إلى الأمام. وأوضحت المجلة أعمال التجديد والتجميل بميدان التحرير، وإعادة فتح محطة مترو "السادات" و الانتهاء من أعمال بناء فندق "ريتز كارلتون" وجراج التحرير العملاق. وأشارت الصحيفة، نقلاً عن مصدر دبلوماسي، إلى أن السلطة الحالية والشعب المصري يريدون تجاوز مرحلة الثورة ليس رفضًا لمكتسباتها بل للفوضى والعنف والمظاهرات التي أعقبتها والتي زعزعت الاستقرار وأضرت بالاقتصاد. وأضاف المصدر، إن الهدف ليس العودة إلى النظام القديم بل إنشاء نظام جديد يعيد لمصر فخرها وعظمتها ومكانتها على الساحة الدوليين وهذا يتطلب إعادة ترتيب تتم أحيانا بشكل صارم. ووصفت "جون افريك" انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في مايو 2014، بأنه صفحة جديدة في تاريخ مصر المجيد وهو ما يظهر بشكل ملموس هذا العام من خلال استضافة عدد من المؤتمرات الهامة وعلى رأسها المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ في مارس الماضي وافتتاح قناة السويس الجديدة المرتقب في مطلع أغسطس المقبل ومشروع انشاء عاصمة جديدة ، فضلاً عن تجديد وتجميل أحياء القاهرة بمنطقة وسط البلد. ولفتت إلى عودة مصر القوية على الساحة الدولية والإفريقية بعد أن تغيبت لفترة نتيجة الأحداث الداخلية التي شهدتها لعدة سنوات وإلى قذف مواقع تنظيم داعش الإرهابي في شرق ليبيا في فبراير الماضي. وأضافت، أن السيسي حتمًا سيضطر لاتخاذ قرارات قد لا تعجب البعض، إلا أن نجاحه في خفض الدعم على الوقود ينذر خيرًا، حيث أنه قرار لم يجرؤ أسلافه على اتخاذه خوفًا من الغضب الشعبي. وأشارت الصحيفة، إلى أن عبد الفتاح السيسي، قادر على جس نبض الشعب، وبالفعل تنبأ في تقرير أعده في 2010 حين كان رئيسًا للاستخبارات العسكرية بأن مصر ستشهد حالة من الفوضى.