مجلة فورين بوليسي الأمريكية مقال تحليلي مطول عن العلاقات الأمريكية المصرية بعد الثورة بعنوان «ماذا يمكن أت تفعل أمريكل لمصر؟"»، قالت فيه أنه بعد مرور عامين من الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، التحول السياسي في مصر بدأ أخيرا، كما أن عدم اليقين الذي هو بالضرورة يصحب هذه التغيرات موجود بالفعل خاصة فيما يتعلق بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وأشارت المجلة الأمريكية غلى أن العلاقات المصرية الأمريكية تم إفسادها من خلال عدم الثقة واليقين المتبادل منذ الثورة، ولكن البلدين مازال لديهم مصالح مشتركة يمكن أن يعملوا معا لتحقيقها. بالنسبة للولايات المتحدة، الثورة المصرية تمثل فرصة لبناء علاقات استراتيجية أكثر واقعية من ما كانت عليه على أساس مصالح مشتركة مع حكومة تمثل الشعب المصري ومسؤوله أمامه، لكن اكتشاف هذه الفرصة يتطلب دها سياسي، وهو ما اعتبرته المجلة يتمثل في تجنب المساومات مع أطراف بعينها على الساحة السياسية من أجل الظهور بالشكل الداعم لمجتمع مصري قائم على نظام سياسي تعددي. فورين بوليسي ترى أن سياسة الولاياتالمتحدة تجاه مصر منذ الثورة قائمة على دعامتين: الحفاظ على السلام مع إسرائيل وأمن الحدود المشتركة بينهم، ومحاولة دعم الاقتصاد المصري المتعثر. موضحة أن الأول جعل الولاياتالمتحدة مستمرة في إرسال الدعم العسكري لمصر، والثاني أدى إلى المزيد من الجهد لدعم الاقتصاد المتدهور بسبب سوء عملية صنع القرار فضلا عن ضعف الميزانية. لكنها ترى أن هذه الاستراتيجية غير كاملة ولن تؤدي إلى الاستقرار في مصر،فالأزمة في مصر بسبب أن قادتها فشلوا ومستمرين في الفشل، في ممارسة سياسة تعددية التي هي ضرورية للقرارات التي تواجه الدولة.كما أنها اعتبرت أن الولاياتالمتحدة تحتاج إلى الضغط على الرئيس محمد مرسي وحزبه جنبا إلى جنب مع الأحزاب الداعمة له، لفرض الترتيبات اللازمة لوضع مصر على المسار مستقر نحو التحول الديمقراطي. في حين أن البعض يرى أن ليس لواشنطن دور في السياسة المصرية المجلة الامريكية ذكرت أن المصريين داخل وخارج الحكومة مازالوا يهتمون بماذا تعتقد الولاياتالمتحدة عن مصر. كما أن السياسيين الناجحين والخاسرين يطلبون دعم واشنطن،وفي نفس الوقت يدينون التدخل الأمريكي. المجلة الأمريكية ذكرت أنه بالرغم من أن الإخوان المسلمين يدعون أن الانتصار بالفارق الضيق لهم في الانتخابات هو كل الشرعية المطلوبة، إلا أنهم يتصرفون غير ذلك. موضحة إنهم يسعون بشدة للاعتراف الدولي، وعلى وجه التحديد يسعون إلى الموافقة من الحكومات الغربيةالتي من شأنها أن تجلب ليس فقط المساعدة الاقتصادية ولكن أيضا إشارةمن الاطمئنان للمستثمرين وشركاء الأعمال، والسياح، وغيرهم. لكن الولاياتالمتحدة- بحسب المجلة-لايمكن أن تتخذ نهجا قصير النظر لتحول مصر،لا يمكنها أن تعرف من سيكون على رأس المرحلة الانتقالية، كما أن حكومة الولاياتالمتحدة لاتستطيع أن تكرر خطأ ما قبل الثورة من الاعتماد على رئيس قوي لإعطاء واشنطن ما تحتاجه. بدلا من ذلك، يجب على واشنطن التركيزعلى اثنين من الأهداف المترابطة على المدى الطويل. أولا، بناء الاستقرار الدائم فى مصر حيث أن الدرس المستفاد من الانتفاضة العربية هو أن الاستقرار لن يتحقق الا من خلال التغيير السياسي. وذكرت المجلة أن مهما كانت المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الشاقة التي تواجهها، المصريين أوضحوا أنهم يريدون حل هذه المشاكل من خلال القرارات التي تتخذها حكومة ديمقراطية تعاملهم بكرامة، لذلك يجب على الحكومة الأميركية دعم هذاالهدف باستمرار ومساعدة المواطنين المصريين في بناء المؤسسات القانونية والسياسية والبنية التحتية الاجتماعية التي من شأنها أن تساعد الديمقراطية، والنماء، وتحقيق النتائج. الهدف الثاني،هو بناء تحالف واسع النطاق في مصر لدعم علاقات التعاون مع الولاياتالمتحدة. للأفضل أو للأسوأ، سوف تتأثر السياسة الخارجية لمصرفي المستقبل وفقا لسياستها الداخلية. لهذا السبب، ترى المجلة، أنه من المهم أن لا تستثمر الولاياتالمتحدة الكثيرفي علاقة مع أي فصيل مصري، وألا ينظر إليها على أنها تتخذ موقف معين في السياسة المصرية المنقسمة. بدلا من ذلك،المسؤولين الأميركيين يجب أن يصلوا إلى مختلف الانتماءات السياسية، والمشاركة على نطاق واسع مع المجتمع المصري، لشرح منهم، ماذا يريدون، وماذا يمكن أن ما يقدموا، وجعل القضية شراكة قوية بين الولاياتالمتحدة ومصر. فورين بولسي، ذكرت أن الإخوان المسلمين منذ أنصعدت إلى السلطة انتهكت التوقعات الأساسية للأطراف الفاعلة في الحياة السياسية الديمقراطية، واعتبرت أن نهج الإخوان في الدستور هو حالة واضحة لذلك. وترى أن الأكثر إثارة للقلق من كل شيء، هو رغبة الإخوان المسلمين في التغاضي والتستر على استخدام العنف والتعذيب من قبل كوادر الحزب والأجهزة الأمنية ضد نشطاء المعارضة والصحفيين وهونفس أساليب مبارك ضد الإخوان وغيرهم من معارضي النظام القديم. المجلة الأمريكية قالت إنه بالرغم من أن الولاياتالمتحدة يجب عليها الاستمرار في التعامل مع القادة المنتخبين في مصر، لا يجب أن تخشى من توضيح نقاط الخلاف بينهم.