قالت مجلة الفورين بوليسي في تقرير تحليلي عن الوضع في مصر تحت حكومة الاخوان المسلمين، "لقدعمل أوباما مع مرسى باعتباره أول رئيس مدنى منتخب ديمقراطيا، لكن هذا لا يعنى أنه يدعم أو يؤيد مرسى مثلما أن العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا تعنى أن أوباما يدعم ديفيد كاميرون، بل ربما لا تريد إدارة أوباما شيئا أكثر من أن يتم سحق الإخوان فى انتخابات مفتوحة، بل ربما تكون تلك رؤيته الإستراتيجية". وتساءلت المجلة "ما الذى يمكن أن يكون التطور الأفضل على المدى الطويل للثقافة السياسية العربية أكثر من دخول الإسلاميين فى عملية ديمقراطية، ثم يتم إسقاطهم من جانب الناخبين بسبب أخطاءهم وتجاوزهم". وتساءلت كذلك، هل يشكك أحد فى أهمية التوازن الحقيقى للسلطة بين الاتجاهات السياسية المتعارضة فى الرئاسة والبرلمان لأول مرة فى تاريخ مصر المعاصر، ما جعل وزيرة الخارجية الأمريكية المنتهية ولايتها هيلارى كلينتون تؤكد على الأهمية الكبيرة للانتخابات الثانية فى التحولات الديمقراطية. وترى الصحيفة أن هذا الأمر ليس بالرهان الرهيب، فجبل المشكلات التى أسفر عنها حكم الإخوان ومحدودية قاعدتها الانتخابية حيث أن 25% انتخبوا مرسى فى الجولة الأولى فى الانتخابات الرئاسية، إلى جانب المستويات العالية من التعبئة ضدهم خلال الأزمة الدستورية كل ذلك قد أضر بهم سياسيا. ولكى يخسر الإخوان نحتاج إلى شخص يغلبهم، لكن واشنطن تشعر بحالة من الحيرة والاكتئاب من المعارضة التى تبدو عازمة على الإضرار بفرصها، حيث أن جبهة الإنقاذ تعاني من صراعات شخصية وطموحات فردية وتفتقر لإستراتيجية متماسكة، وليس لديها الرغبة الواضحة فى القيام ب "العمل القذر"، على حد وصف المجلة، المتمثل فى بناء ماكينة سياسية والفوز بالأصوات ولا يساعدهم إغراء المقاطعة أو العداء الدائم للنظام بأكمله. وقالت الصحيفة فى الختام إن واحدة من الرؤى الأساسية لفريق أوباما بشأن الثورات العربية كان أن الولاياتالمتحدة يجب أن تتجنب قدر الإمكان لعب دور نشط فى السياسات الداخلية للدول العربية، والمسئولون الأمريكيون يقولون إن الحلول السياسية المصرية يجب أن تأتى من المصريين وهم محقون، فيجب أن تدعم واشنطن قيمها ومصالحها الحقيقية فى رؤية مصر تقوم بتحول نحو ديمقراطية كاملة، بل يجب ألا يحاولوا إجهاض الحياة السياسية المصرية.