الدعم الاقتصادى كان المطلب الثانى لقيادات تنظيم الجهاد التى التقت الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد خلال زيارته لمصر الأسبوع الماضى للمشاركة فى فاعليات القمة الإسلامية، وهو ما يفتح الباب لتساؤل رئيسى وهو: ماذا يمكن أن تقدم إيران لمصر اقتصاديا؟ الإجابة عن التساؤل تستلزم معرفة المؤشرات المالية والاقتصادية لإيران التى كانت القطيعة هى القاسم المشترك بينها وبين مصر منذ عام 1979، فبيانات صندوق النقد عن إيران تسجل معدل تضخم خلال 2012 يتجاوز 25% ومعدل نمو يصل ل5% ومرشح للانكماش بنحو 9. 0% خلال العام الحالى، كما رصد الصندوق تراجعا للريال الإيرانى فى مقابل الدولار الأمريكى، وكلها مؤشرات لا تدل على وجود فوائض لدى إيران للاستثمار الخارجى بشكل مباشر على هيئة مشروعات استثمارية تجارية أو صناعية أو استثمارات غير مباشرة فى الأوراق المالية، وهو الأمر الذى يضعف إمكانية تقديم إيران لدعم اقتصادى لمصر بعد عودة العلاقات نظريا. الباحث الاقتصادى ونائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية مجدى صبحى أكد ل«التحرير» أن احتمالية تقديم إيران لمساعدات اقتصادية لمصر، احتمالية محدودة فى الفترة الراهنية نظرا لما يواجهه الاقتصاد الإيرانى من مشكلات ضخمة بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب البرنامج النووى الإيرانى. وأشار صبحى إلى أن الاقتصاد الإيرانى يعتمد فى الأساس على صادراته من البترول، التى انخفضت من مليونى برميل يوميا خلال 2011 إلى 1.4 مليون برميل يوميا فى 2012، مضيفا «على الرغم من ارتفاع أسعار البترول فإن الإيرادات الإيرانية شهدت انخفاضا ملحوظا خلال العامين الماضيين». صبحى أوضح أن الميزة الأساسية لدى الاقتصاد الإيرانى هى احتفاظه بتراكم عالٍ من الاحتياطات الأجنبية قبل العقوبات الاقتصادية، موضحا أن القرض الذى ألمح أحمدى نجاد إلى أنه يمكن منحه لمصر أمر مشكوك فيه لانخفاض إيرادات إيران بسبب تراجع الصادرات، إلى جانب ما تواجهه إيران من مشكلات مالية فى تسوية مديونيات إيراداتها، وهو ما يجعل الحكومة الإيرانية متحفظة بشدة على التصرف فى ما لديها من احتياطى لإقراض مصر أو دعمها استثماريا. وأضاف صبحى «حال عودة العلاقات السياسية بين مصر وإيران، فهناك احتمالية لارتفاع لنمو معدلات السياحة الدينية الإيرانية فى مصر»، وهو ما اعتبره صبحى غير مجدٍ نظرا لانخفاض متوسطات دخول الإيرانيين إلى جانب أن السياحة الدينية لا تستدعى الأنفاق العالى مقارنة بالسياحة الأثرية أو الشاطئية. فى المقابل، تبدى الغرفة الإسلامية تفاؤلا نسبيا لما يمكن أن تدعم به إيران مصر اقتصاديا، حيث قال عبد الستار عشرة، مستشار الغرفة الإسلامية للصناعة والتجارة والزراعة «إن صناعة الغزل والنسيج تعد من أكبر القطاعات التى من المحتمل أن تشهد نموا فى حجمها نتيجة تميز الجانب الإيرانى فى هذا القطاع فى حال عودة العلاقات السياسية بين البلدين وما يستتبعها من نشاط اقتصادى متبادل بين مصر وإيران»، مشيرا إلى أن الصناعة المصرية مؤهلة لمنافسة المنتجات الإيرانية.