■ فى مصر التى يحكمها الآن «خطيب جمعة» متخرج من مسجد ضرار، تتألق وتزدهر فضائيات تليفزيونية إباحية جدا ومتهتكة تماما ومفرطة فى البذاءة والسفالة وقلة الأدب، ومع ذلك لا يخجل أصحابها من نسبة كل هذا الفجور والفحش إلى الدين الحنيف.. لا حول ولا قوة إلا بالله!! ومن عيوب الحرية أنك لا يجب أن تطالب بإغلاق وسيلة إعلام (ولو كانت وسيلة «إعدام» للزوق السليم وعدوانا وحشيا على العقل والفطرة النقية) ولا يصح أن تسعى إلى تطبيق حد الحرابة بحق القائمين على هذا النوع من التليفزيونات الوسخة، لكنك تستطيع مناشدتهم، إما بتغيير النشاط ونقله من اختصاص مباحث الآداب إلى مباحث التموين، وإما تقييد نظام بث سخامهم على الناس، لكى لا يكون التقاطه ورؤية مواده القذرة ميسورا ومتاحا لكل من هب ودب (كما هو الحال حاليا) وإنما باشتراك خاص فى أى باقة إباحية («بلاى بوى» مثلا) بحيث لا يشاهد هذه المواد إلا المهوَّسون جنسيا والمنحرفون نفسيا وهواة المتعة الحرام. ■ قيل وتردد بقوة، أن بعض مشايخ الفضائيات التى تبث على الناس السخائم والفواحش تلقوا تعليمهم وتدريباتهم الفقهية وتأهلوا إعلاميا وتليفزيونيا على الرصيف فى «حوش» الأستاذ «بردق»، بيد أن «البردقيون» تنصلوا وأعلنوا براءتهم من هذه المصيبة السوداء وأكدوا أن «الحوش» على سوء سمعته التليد فيه تقاليد ومحكوم بقيم وأصول أخلاقية، ربما تسمح بسب الدين، لكنها تأبى وتحرم استخدامه فى تبرير وتسويغ الفجور والبذاءة وجرائم «النشل» العقلى والأنشطة الإنجابية الشاذة. ■ فضيلة الشيخ ياسر البرهامى العضو البارز فى الهيئة الدستورية الباطلة المشوهة التى طبخت بليل دستور «جماعة الشر» المسموم، شهد فضيلته علنا وبشرنا بفخر وفصاحة أن هذا الدستور الذى تم تمريره فعلا فى ختام مهرجان تزوير فج وشنيع، «يتضمن قيودا على الحقوق والحريات العامة لم يعرفها أى دستور مصرى سابق»!! ■ لا أريد أن أسأل فرقة حسب الله عن رأيها فى شهادة الشيخ البرهامى، خصوصا أن أعضاءها النشامى قدموا قبل أيام عرضا مخزيا بقدر ما هو مقرف، إذ تناوبوا الوقوف أمام كاميرات التلفزة ساعات طوال وأخذوا يروجون إعلانيا ويكذبون كذبا دستوريا مفضوحا ويحزقون حزقا شديدا، بينما هم يدعون أن دستور الست «الجماعة» التى يخدمون فى بلاطها، اخترع حقوقا مفتخرة وافتكس حريات وحاجات ومحتاجات لم تشهدها مصر من قبل، ولا سبق أن تشرفت بمعرفتها أى من بلاد كوكب الأرض، وتلك الدنيا الواسعة طُرًّا!! لست أريد، والله، سؤال هذه الفرقة شيئا سوى فقط أن تختشى على دمها (إن وجد) قليلا وتنكسف كثيرا وتخرس وتختفى من أمام عيوننا شوية.. شوية بس والنبى. ■ أما الشيخ ياسر البرهامى وصحبه البررة الأخيار وفرقته الناجية من جنة الترقى والحضارة الإنسانية، فنسأل المولى، تعالى، أن يكافئهم بما يستحقون ويفتح شهيتهم أكثر وأكثر ويجازيهم عنا وعن المصريين المساكين جميعا الجزاء العادل، كما نسأله الرحمة والستر، وأن لا يحرمنا أبدا من تهورهم واندفاعهم فى الباطل وجرأتهم على الحق، وأن يمتعهم بالمزيد من الصحة الإنجابية والعافية الحنجورية.. آمين يا رب العالمين.