بالرغم من الرياح المحملة بالأتربة والتى أطاحت بالعديد من اللافتات إلا أن ميدان التحرير لم يخلو من الحلقات النقاشية مابين مؤيدى ومعارضى الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية حيث شهد مدخل طلعت حرب تجمع العشرات من المواطنين الذين تجمعوا فى شكل حلقات تضم العديد من المعارضين مقابل شخص أو اثنين من المؤيدين حيث تبادلوا الحوار الذى يشوبه بعض المشادات الكلامية التى يخمدها بعض المعتصمين قبل أن تشتعل وتتحول إلى تشابكات بالأيدى حيث اعترض أحد مؤيدى الرئيس مرسى على تواجد المعتصمين بالميدان معللا ذلك بأنه تعطيل للأعمال وهنا رد عليه أحد المعتصمين وقال له "لما نجيب حق اللى ماتوا هنمشى من الميدان ومن قتل يقتل ولو بعد حين" وهو ما جعل المعتصمين يتخوفون من المؤيدين حيث أشار بعضهم أن هؤلاء قد يكونوا من جماعة الإخوان المسلمين وجاءوا لإحداث البلبلة فى الميدان وهو ما جعلهم يفضون المناقشات وبالفعل انصرف مؤيدى قرارات الرئيس فى هدوء ودون حدوث أى اعتداءات حيث أكد المتظااهرون أن الثوار لا يعتدون على أحد ويتقبلون وجهات النظر المختلفة. كما شهد الميدان مرور بعض السيارات بشكل طفيف دون اعتراض من المعتصمين حيث خلت مداخل الميدان من اللجان الشعبية إلا أن الأسلاك الشائكة مازالت منتشرة على المداخل ولكنها لا تعوق حركة السيارات هذا فى الوقت الذى شهد فيه وسط الميدان حالة من الهدوء يشوبها بعض الأحاديث الجانبية أمام الخيام التى لا تهدأ عن الحركة بسبب الرياح التى شهدتها بعض مناطق القاهرة أمس كما أجبرت الأتربة العديد من المعتصمين على التزام خيامهم فى فترة الصباح كما قام بعضهم بتثبيت الخيام بالأرض تخوفا من أن تقتلعها الرياح بعدما لاحظوا سقوط بعض اللافتات المنتشرة فى أرجاء الميدان هذا فى الوقت الذى اختفت فيه منصة الميدان ليصبح التحرير بلا منصة ولا يوجد ميكرفونات سوى التى ينادى من خلالها الباعة الجائلين على بضائعهم. كما لاحظت «التحرير» اختفاء عدد من الباعة الجائلين وعند سؤال المتواجدين أكدوا أن البعض منهم انتقل إلى الإتحادية والبعض ترك الميدان لعدم وجود عدد كبير من المعتصمين وبالرغم من اختفاء البعض إلا أن الميدان مازال ملئ بالباعة الجائلين فالبعض يفترش الكراسى البلاستيكية حتى يجذب المارة ليجلسوا لديه ويعد لهم المشروبات مقابل الحصول على ثمن هذه المشروبات والبعض الأخر يجلس بالأعلام التى ترفرف فى الميدان ولكن لا يوجد إقبال عليها . ونظرا لحالة الهدوء التى يشهدها الميدان وعدم وجود أى اشتباكات اختفت أيضا المستشفيات الميدانية ولم يتبقى سوى واحدة يجلس بيها أحد الأطباء وبعض المتطوعين من شباب الميدان يستقبلون حالات الجروح والإرهاق والإغماء بشكل طفيف حيث تمر العديد من الساعات دون أن تشهد المستشفى تردد أى حالة بعدما كانت تستقبل أكثر من 700 إصابة فى اليوم أثناء اشتباكات شارعى محمد محمود وعمر مكرم . فيما أكد بعض المعتصمين أن حالة الهدوء التى يشهدها الميدان هى الهدوء قبل العاصفة حيث ينتظر الجميع المرحلة الثانية من الإستفتاء على الدستور مؤكدين أنهم لن يفضوا اعتصامهم إلا بعد اسقاط الدستور مؤكدين أنهم متشككين فى نتيجة المرحلة الأولى من الإستفتاء حيث قام العديد من المواطنين بالنزول إلى اللجان وأدلوا بأصواتهم بلا على الدستور وكان عددهم فى الظاهر يبدو أكثر ممن صوتوا بنعم وبالرغم من ذلك جاءت النتيجة بنعم لافتين إلى أنهم فى انتظار نتيجة المرحلة الثانية مؤكدين أن الميدان سوف يستعد ليلا لميليونية اليوم الجمعة حيث سيتم تأمين مداخل الميدان من خلال اللجان الشعبية وإصلاح اللافتات التى أتلفتها الرياح.