بشائر انتصار شعب مصر على الفاشية تتوالى.. بعد أن كشفت الملايين التى قالت «لا» حجم التزوير، وهزمت كل الضغوط، وأعلنت رفضها للدستور الباطل.. ها هى الضربات تتوالى على الحكم الفاشى، لتؤكد أن مصر لن تفرط فى حريتها، ولن تسلم أمرها للاستبداد مرة أخرى. فى معركة القضاء.. استقال النائب العام المستشار طلعت إبراهيم من منصبه الذى جاء إليه بقرار باطل من رئيس الجمهورية، جاءت الاستقالة بعد وقفة شجاعة أظهرت أن شباب القضاة ورجال النيابة لا يقلُّون عن شيوخهم الأجلاء فى الدفاع عن استقلالهم، وفى التمسك بالقيم النبيلة التى أرساها قضاء مصر العظيم على مدى السنين. ومع رحيل النائب العام، كان قضاة مجلس الدولة يوجهون ضربة أخرى إلى النظام، بإعلانهم الانسحاب من الإشراف على المرحلة الثانية من الاستفتاء على الدستور الباطل، احتجاجا على استمرار العدوان على القضاء وحصار المحكمة الدستورية العليا بتواطؤ من الحكم، ومن أجهزة الأمن على هذه الفضيحة التى تكفى وحدها لإلصاق العار بأى نظام، وتجعله يتحول إلى مجرد عصابة تخرج على القانون وتهدد القضاء. لقد ردت المحكمة الدستورية العليا فى نفس اليوم على بيان لمساعد رئيس الجمهورية يمثل -فى حد ذاته- جريمة فى حق مصر، حين اتهم المحكمة التى كانت وستظل محل فخر المصريين جميعا، بأنها حلت مجلس الشعب بطريقة مريعة، وأن لديه -ولدى الرئاسة- دليل وقوف المحكمة ضد الثورة!! ردت «الدستورية العليا» على هذا «الهطل» الذى نُشر باسم رئاسة الجمهورية ليبرر صدور الإعلان غير الدستورى، مؤكدة أن ما ارتكبه مساعد الرئيس هو جريمة كاملة الأركان، ينبغى محاكمة من ارتكبها وفقا لقانون العقوبات. ولم يكن القضاء وحده فى هذه المعركة.. فالصحافة والإعلام يخوضان واحدة من أشرس المعارك، دفاعا عن الحريات، وانتصارًا للديمقراطية.. يسقط الشهيد الحسينى أبو ضيف برصاص الفاشيين، ويتم حصار مدينة الإنتاج الإعلامى، وتتوالى التهديدات بالقتل للصحفيين والإعلاميين، ثم تأتى جريمة اقتحام «الوفد» ومحاولة إحراق مقر الصحيفة والاعتداء على الصحفيين، وتهديد باقى الصحف المستقلة من عصابات تمارس انحطاطها بتواطؤ مع أجهزة رسمية، تعرف جيدا من هم هؤلاء القتلة، ومع ذلك تتركهم يعربدون ويعلنون حكم الميليشيات على أشلاء الدولة ومؤسساتها. تتصور الفاشية أنها قادرة بذلك على إسكات صوت الصحافة والإعلام، تنهزم الفاشية حين يرفع الصحفيون صوتهم، معلنين أنهم سيخوضون المعركة حتى النهاية، وأنهم لن يتخلوا عن حريتهم، ولن يتوقفوا عن مقاومة كل عدوان على الديمقراطية، وفضح كل أبعاد المؤامرة لإقامة دولة الاستبداد. من إفلاس إلى إفلاس يسير الفاشيون، يعرفون أنهم فى معركتهم مع القضاء مهزومون، وفى معركتهم مع الصحافة مهزومون، وفى معركتهم مع الشعب مهزومون، يقودهم الإفلاس إلى المهزلة الأخيرة، حيث الحديث عن مؤامرة وهمية لخطف الرئيس من قصر الاتحادية، رواية فى سذاجة أفلام «رامبو» الرديئة، يتصورون أن «رامبو» يمكن أن يوفر التغطية لهم حتى يكملوا تزوير الاستفتاء على الدستور الباطل! ولا مليون «رامبو» يمكن أن ينقذ فاشية بهذا الغباء، وبهذا التخلف.. يبدو أننا دخلنا مبكرًا فى مرحلة «خليهم يتسلوا»!!.. انتصار مصر على الفاشية أقرب مما يظن أشد المتفائلين!