سألنى أحد المقربين منى عن بوب برادلى المدير الفنى الجديد لمنتخب مصر، واستثارنى الحديث معه حول هذا الموضوع الذى ناقشنا فيه عدة نقاط، كان أهمها أن برادلى سيحتاج إلى العديد من الأجهزة المتخصصة والعلمية فى صقل مهارة ولياقة لاعبى منتخب مصر كما كان يفعل مع المنتخب الأمريكى. وجدت فى الحقيقة صعوبة فى تخيل اللاعب المصرى تحت هذه الإمكانيات، لأنهم هناك فى أمريكا تأقلموا على تلك الأجهزة والقياسات منذ مدة طويلة، لأنهم عندما دخلوا مجال كرة القدم وتعديلاتها، كانوا يتعاملون مع تلك الأجهزة التى بالتأكيد ستكون مثار حيرة عند اللاعب المصرى. يا برادلى يا ابن العم سام، اللاعب المصرى اتعود فى فترة الإعداد على تسلق جبال سواء كانت فى الحى العاشر أو فى بلبيس، يا عم بوب اللاعب المصرى اتعود فى فترة الإعداد على الريجيم القاسى بلا داعٍ للعمل على مخطط أحمال يرتقى بعضلاته. والكارثة يا عم برادلى أن اللاعب المصرى وجبته إذا خلت من الفول والطعمية، فإنها أغذية تمنعه بتاتا من الوقوف على أجهزة اللياقة البدنية بسبب التخمة والبدانة الفكرية! الأجواء فى مصر مختلفة تماما عن أمريكا حتى فى الجو، فمصر لديها كل الغازات فى الهواء من عوادم سيارات وتلوث، اللهم إلا غازى الأكسيجين وثانى أكسيد الكربون! والله يا جماعة ما باسخر من بلدنا العظيمة اللى هى بحلوها ومرها أجمل بلاد العالم على الإطلاق، ولكن قبل التعاقد مع برادلى لا بد من تفكير عميق، برادلى لا يعمل على التكتيك والتحرك، برادلى أستاذ ورئيس قسم فى فيزيائيات ولياقات الكرة الحديثة اللى هى أساسا ماعدّتش على حدود مصر! برادلى ممكن نشوفه موجود فى جيم الكابتن علاء شاكر لأنها مجهزة بصورة متميزة من الأجهزة التى يحتاج إليها، وهنا أنا لا أقصد أبدا الدعاية، ولكنى متأكد من أن بوب سيجد مشكلة كبيرة جدا فى استخدام إمكانيات لن يوفرها له الاتحاد المصرى بكل تأكيد، وسيكتفى برادلى بالآى باد والخطط الموجودة على برامجه. وسترتفع ميزانية الصرف أيضا، فكل شهر 500 ألف جنيه شراء أجهزة، مرة جهاز جرى، ومرة جهاز مشى، ومرة جهاز موسيقى، معلش أصل اللعيب مابيجريش على صوت شهيقه أصل انا خايف من الأنيميا وسوء التغذية والسهر فى شارع جامعة الدول العربية، خايف إن المعدل اللياقى للعّيبة المصريين يكون بعيد عن تفكير برادلى، طبعا فيه فارق فى تكوين الناشئ الأمريكى من سباحة وباسكت وفوتبول أمريكى وألعاب قوى، واحنا عندنا هنا مافيش ولا أى حاجة من كل هذه اللعبات التى تمارس فى المدارس الأمريكية، طيب احنا عندنا رقعة احترافية مثل أمريكا 70 لاعبا محترفا على مستوى أوروبا، ممكن حد يطلع ويقول لى دلوقتى إحنا فزنا بثلاث بطولات إفريقية باللعّيبة ديه، طبعا عنده حق، بس كان المدرّب وطنى، ومقالى هذا للمدرب الوطنى المظلوم والمهضوم ماديا وفنيا وتقديريا، وعندنا التاريخ والجغرافيا بيقولوا إن البطولات كانت على إيد مصرية، يعنى الأجانب صفر، علشان كده ليه بقى اليورو يطلع دلوقتى؟! أعتقد أن الاتحاد المصرى اجتهد بالتعاقد مع مدرب علمى وعملى، بس لازم يتعاقد مع أسطول من الدكاترة علشان فيه لعّيبة كتير هتقع وهتنكشف وتبان إنها مخلصة بدنيا وجسمانيا ومشحرة ومش قادرة تاخد نفس، والله أنا خايف إن برادلى يفضحنا فى العالم وتبقى فضيحتنا بجلاجل، ربنا يستر على البلد! والله حال يضحّك.