فى موعدها السنوى الذى لا تتأخر عنه، بدأت السحابة السوداء فى الظهور مجددا، غير عابئة بأن سماء تلك البلاد شهدت ثورة. السحابة العائدة تركزت فى محافظات البحيرة وكفر الشيخ والشرقية.. خبير تدوير المخلفات فى الجامعة الأمريكية صلاح الحجار، قال ل«التحرير»،أمس، إن سبب الظهور السنوى للسحابة منذ 11 عاما، يرجع إلى عدم وجود منهجية علمية متبعة ومطبقة بشكل فعلى للتخلص من مخلفات قش الأرز، منبها إلى أن «مصر تقوم بحرق ما يقرب من أربعة ملايين طن قش أرز سنويا، فى الوقت الذى تقوم اليابان التى تمتلك ما يقرب من 250 مليون طن، بتشغيل محطات توليد الطاقة من قش الأرز». وفى ما يخص تكلفة التدهور البيئى لظهور السحابة السوداء سنويا، أشار الحجار إلى إحصائية من لجنة الصحة فى مجلس الشعب المنحل، أوضحت أن مصر تتكبد ما يقرب من مليارى جنيه، فى شهر أكتوبر، فى علاج الأمراض الناجمة عن تلوث الهواء. الحجار قال إن قش الأرز يقوم عليه ما يقرب من 13 صناعة مصرية، مما يحول القش إلى ثروة رهيبة. ويعتبر القش أحد المتطلبات التى تحتاجها محطات مياه الشرب، فهناك ما يسمى بعامود الكربون النشط داخل المحطة، يتم الاستغناء عن وجوده فى كثير من الأحيان، لارتفاع تكلفته، إذ تصل إلى 30 ألف جنيه للطن، بينما يعتبر قش الأرز المحروق أحد مصادر إنتاجه.