هلت علينا السحابة السوداء كعادتها في الخريف طوال 11 عاما، دون أن تبددها ثورة يناير كما تخيلنا، بل زاد الطين بلة زيادة زراعة الأرز في الأشهر الماضية عن الحد المصرح به نتيجة للانفلات الأمني وبالتالي تضاعف كميات قش الأرز والتلوث الناتج عن حرقه. السحابة السوداء لا تزال تحاصرنا بنشر أمراض الجهاز التنفسي والقلب والعيون والجلد. كما ثبت علميا ان الهواء المحمل بجسيمات صغيرة قد يسبب تجلط الدم في أوردة السيقان مما يؤدي لتكوين جلطات القلب والمخ، وتتكبد مصر 2 مليار جنيه سنويا لعلاج الأمراض الناجمة عن تلوث الهواء كما أكد د. صلاح الحجار خبير تدوير المخلفات بالجامعة الأمريكية، وعلي المستوي الاقتصادي نخسر 01 مليارات دولار سنويا بسبب حرق قش الأرز الذي يقدر حجم مخلفاته الزراعية بأربعة ملايين طن سنويا بدلا من الاستفادة منه في الصناعة، وذلك إلي جانب تدهور الرؤية بالطرق السريعة المتأثرة بضباب التلوث مما يتسبب في ارتفاع نسبة الحوادث المرورية. وإلي جانب تكثيف حملات التفتيش لضبط المخالفين بيئيا ووجود مغريات من بعض الشركات مثل حصول المزارع علي طن سماد عضوي مقابل 3 أطنان قش أرز ووجود برامج للاستفادة الاقتصادية منه، هناك تجربة أحد المزارعين بتحويل قش الأرز إلي سماد عضوي وإعادة استخدامه مما أدي لتحسين خواص التربة وزيادة الانتاج.. ولا يبقي سوي إلزام المزارع بالاستفادة بالقش الناتج عن أرضه أو تسليمه أو تغليظ العقوبة علي من يحرق قش الأرز.