أثار موضوع حرق قش الأرز قلق المهتمين بحماية البيئة, و كذلك المهتمين بصحة المواطن, فالسحابة السوداء هي ظاهرة تحدث في القاهرة في مصر حيث يقوم المزارعون بحرق قش الأرز بعد موسم الحصاد، وبالإضافة للتلوث الناتج عن عوادم السيارات والمصانع، تغطي مصر هذه السحابة السوداء منذ خريف عام 1999م ويزيد نسبة التلوث 10 مرات عن المعدل الطبيعي. ويؤدي حرق القش إلى ظهور "حالات الإصابة بالربو الشعبى الذى يتضاعف فى هذا الوقت من السنة"، و"صعوبات فى التنفس وسعال وأحيانا من فشل فى الجهاز التنفسى يستدعى اللجوء إلى التنفس الاصطناعى. وزيادة حالات حساسية الصدر
وقد حاربت الدوله حرق قش الأرز بشتي الصور ولكن كان دون فائدة فقد حررت المحاضر للفلاحين الذين يقومون بحرق قش الأرز وكان يغرم كل منهم بغرامة لا تقل عن ألف جنية ولكن سرعان ما كان يعرض في هذا الحكم ويحصل بعد ذلك علي البراءة أو ايقاف تنفيذ الغرامة وذلك لعدم تخصيص المحافظة أماكن لحرق قش الأرز أو توفير الحلول البديلة للفلاح وان وجدت الحلول البديله فمنها استعمال قش الارز كعلف للماشية وهذا من خلال القيام بدراسها وتحويلها الي ( تبن ) واضافة بعض المواد عليها أو كسماد طبيعى ( عضوي ) وهو حل مكلف ويحتاج الي امكانيات غير متوافرة ببلدتنا أو فى صناعة الورق وهي ليست فعالة، المشكلة الحقيقية تكمن فى عدم وجود مكابس كافية لتغطي هذه المساحة المنزرعه بالأرز ،ولا وسائل النقل للقش ولا متطوعين للقيام بذلك لأن الفلاح لا يستطيع تحمل هذه الأعباء فقش الأرز من الممكن أن تقوم عليه في مصر العديد من الصناعات. فالجامعات والمراكز البحثية في مصر أنتجت العديد من الأبحاث القابلة للتطبيق. فمثلاً يستخدم قش الأرز في انتاج البيوجاز الذي يستخدم في توليد الكهرباء. ويستخدم في صناعات الزجاج والورق والكرتون. وفي صناعة خرسانة ذات صفات خاصة. وفي صناعة الطوب. وفي صناعة الأسمدة الزراعية وعلف الحيوان وغيرها من المنتجات النافعة. وكذلك يستخدم كبيئة مناسبة لزراعة عيش الغراب. بالنسبة لقش الأرز يجب إعداد عدد مناسب من المكابس يكفي لكبس كل الكمية المنتجة من قش الأرز خلال الفترة الوجيزة التي يتم فيها حصاد المحصول. ويتم كذلك إعداد مخازن مناسبة لتخزين القش حتي يمكن الاستفادة المثلي منه ولا نفاجأ بحرائق لهذا المخزون. وكذلك لكي لا يصيبه العفن والتلف نتيجة تعرضه لمياه الأمطار. وكذلك يجب تدريب المتعاملين مع المزارعين علي حسن المعاملة فبعض ممن يقومون بالكبس قد يسيئون معاملة المزارعين ولا يقومون بكبس القش. ويشترطون أخذ القش ذي الجودة العالية فقط. مما لا يجد الفلاح معه بدا من حرق القش. وندد الأطباء المشاركون فى اللقاء العلمى الخاص بحساسية الأنف من انتشار السحابة السوداء، وأكدوا أن أضرارها يمكن أن تؤدى إلى الإصابة بالأزمات القلبية والذبحات الصدرية. وأشاروا إلى أن نسبة المرض عالمياً فى ازدياد مستمر ووصلت إلى 25٪ بين الكبار و40٪ عند الصغار، وهى أعلى نسبة إصابة مرضية، ولفتوا إلى أن النسبة تزيد فى مصر خاصة فى إقليمالقاهرة الكبرى بسبب زيادة التلوث، وأن هذه النسبة تتضاعف مع السحابة السوداء، ووجهوا تحذيراً للمرضى من إهمال العلاج، لأن احتقان الجيوب الأنفية وانسدادها أثناء النوم، يمكن أن يؤديا إلى أزمات قلبية وذبحات صدرية، وأشاروا إلى أن حساسية الأنف تؤثر على العين، وأنه فى 70٪ من حالات حساسية الأنف، يكون الأمر مصحوباً بأعراض أخرى فى العين كالإحمرار والحكة والدموع، يذكر أن حساسية الأنف هى واحدة من أكثر الحالات المزمنة شيوعاً وتؤثر على 10-30٪ من البالغين و40٪ من الأطفال. وقال الدكتور حازم المهيرى، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بطب عين شمس، إن حساسية الأنف أصبحت مرضاً مزمناً ويحتاج إلى علاج مستمر، ولفت إلى أن المرض يكون وراثياً عند البعض، إضافة إلى التلوث والعدوى. وحذر من تدخين السجائر والشيشة لأنهما تسببان تهييجاً فى الأنسجة، وطالب المرضى بإزالة الموكيت من غرف النوم، وتهويتها جيداً، وتغيير فلاتر التكييفات بصفة مستمرة، وعدم التواجد مع الحيوانات الأليفة. ومن جانبة أثبتت الدراسات أن تعرض رئة الإنسان الى الأوزون الناتج عن حرق الفحم و قش الارز , حتى ولو كان هذا التعرض للحظات بسيطة, يمكن أن يؤدى الى تخفيض قدرة و نشاط الرئة, و فضلا عن خطورة هذا على مرضى الربو و الأمراض الصدرية الأخرى, فقد تبين أن الأصحاء أيضا يمكن أن يصابوا باحتقان فى الحلق, و ضيق فى التنفس .فحرق قش الارز يمثل 42% من نسبه تلوث الهواء حيث تصل نسبة التلوث عن هذا المصدر فقط إلي 42% وبلغت كمية القش خلال الأعوام الأخيرة 4 ملايين طن نتيجة تجاوز المساحات المقررة زراعتها بالأرز قانونا،حيث ينتج عن محافظة الدقهلية 48 ألف طن قش ارز ناتج عن زراعة 26 ألف فدان. فالاقتصاد المصري يتكبد 10 مليارات دولار سنويا بسبب التلوث الذي يحدث نتيجة حرق المزارعين لقش الارز الذى يقدر حجم مخلفاته الزراعية اربعه ملايين طن سنويا. وتعيش مصر حالة من الاختناق بسبب هذه السحابة السوداء. وما يزيد من صعوبة مواجهة فلاحي الدلتا عدم وجود تشريع يحد من الظاهرة. وعلى صعيد متصل امر اللواء صلاح المعداوى محافظ الدقهلية بإزالة التعديات الواقعة على إحدى المناطق بمدينة المطرية وتجهيزها لإنشاء مصنع للوقود الحيوى من قش الأرز .