محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار مصطفى حسن عبد الله استأنفت أمس محاكمة المتهمين بقتل المتظاهرين يومى 2 و3 فبراير، فيما شهدت الجلسة احتدادا للمستشار المتهم مرتضى منصور الذى أبدى غضبا بسبب ما نشرته إحدى الصحف القومية حول اتهام أحد الشهود له بأنه حرّض على قتل الثوار، وهدد بمقاضاة الجريدة، وحافظة مستندات ضد أحد شهود الإثبات تحوى محاضر ضده بالبلطجة وأحكاما بالسجن، وقال «هل من المعقول أن أمشى من ماسبيرو إلى الميدان من أجل مبارك؟ يتحرق أم مبارك».
المتهمون المخلى سبيلهم فى القضية حضروا أيضا، وكان من بينهم عائشة عبد الهادى، ومحمد أبو العينين الذى أكد أنه لا يوجد دليل ضده فى القضية، ودفع بشهادة الدكتور صفوت حجازى ضده، وقال إن أحد البلطجية ذكر اسمه وهو تحت تأثير المخدر، ومن ثم لا يُعتد بشهادته، وإن هناك «لوبى دفع هؤلاء الأشخاص لتزوير شهادتهم، فى أعمال قذرة للزجّ بأسماء بعينها لا نعلم بالتحديد من هم»، ولكن «الله سينتقم منهم»، وإن جميع الشهادات كانت كاذبة ومتناقضة، وإن ما يحدث مجرد تسوية حسابات، كما أنه شخصيا لا تربطه علاقة سابقة بأحد من المتهمين.
المحكمة استمعت إلى طلبات المدعين بالحق المدنى، المحامى فتحى حسن المدعى بالحق المدنى الذى عرّف نفسه على أنه مستشار قانونى فى أمريكا، فردّ عليه القاضى «خلينا هنا فى مصر مالناش دعوة بأمريكا»، وطلب استدعاء الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء السابق، واللواء محمود وجدى وزير الداخلية السابق، ومنصور عيسوى وزير الداخلية الحالى، للإدلاء بشهاداتهم حول القضية، كما طلب ضم القضية إلى القضية رقم 3642 لسنة 2011 المتهم فيها الرئيس السابق وحبيب العادلى بقتل المتظاهرين باعتبارهما جريمة واحدة، كما طلب من المحكمة إعمال حقها فى التصدى بإدخال متهمين جديدين هما علاء وجمال مبارك، بناء على ما أكدته التحقيقات من ضلوعهما فى التحريض على قتل المتظاهرين، وانضم إلى النيابة العامة فى طلبها بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين، فيما شهدت الجلسة أيضا قرار المحكمة إنزال مرتضى منصور من قفص الاتهام إلى الحجز نتيجة مقاطعته الشاهد فى أثناء مناقشة المحكمة له فى شهادته. المحكمة استمعت أيضا إلى الشاهد التاسع عشر محمد محمد على سليمان، 38 سنة، الذى جاءت تفاصيل شهادته كالتالى: س: هل كنت بميدان التحرير يومى 2 و3 فبراير الماضى؟ ج: نعم. س: ما تفصيلات شهادتك؟ ج: يوم الأربعاء أنا كنت بايت فى الميدان تضامنا مع المتظاهرين السلميين، وفى الصباح شعرت بتعب فذهبت لمنزلى بحدائق القبة وجلست أمام التليفزيون أتابع قناة «الجزيرة» فرأيت اعتداءات من البلطجية على المتظاهرين المعتصمين فى الميدان بعدها ذهبت لأحد أصدقائى اسمه محمد طعمة بمنزل صديق آخر اسمه جميل وديع بشارع حلمى بشارع مصر والسودان، وكان معنا بعض الأصدقاء للفرجة على التليفزيون، وشعرت أنى قصرت بحق المتظاهرين زملائى، ومحمد عبد الحميد كان بجوارى وطلب منى النزول لمؤازرة المتظاهرين. أخذت سيارتى ومعى محمد عبد الحميد وذهبنا إلى الميدان، أوقفت السيارة أمام مصلحة الكيمياء أعلى كوبرى أكتوبر، وطول الطريق أخذت فى ترديد الشهادة، وترجلنا سيرا أنا وصديقى محمد حتى وصلنا إلى تقاطع القادم من اتجاه ماسبيرو فوجدنا سيارة بيضاء باهرة دفع رباعى غير معروفة فى مصر، اتجهنا ناحية السيارة وكان حولها أكثر من 15 فردا، ونظرت لأرى من بداخلها فسمعت أحد الموجودين يقول «يا سيادة المستشار»، وعلى مقعد القيادة وجدت مرتضى منصور، وكان يتحدث فى الهاتف، وكان هناك شخص آخر فى الكرسى الخلفى يبدو عليه أنه بلطجى يقول للجالس بجوار مرتضى «الأستاذ وحيد عامل إيه؟»، رد عليه وأخبره أنه كويس، وعندما كان يتحدث أى شخص مع مرتضى ممن يحيطون بالسيارة كان يرد عليه بالإشارة برأسه، بعدها ذهبنا أنا ومحمد على الكوبرى وحتى الوصلة المؤدية إلى جانب المتحف المصرى، مع مراعاة أن وقوفنا فى هذا المكان يجعلنا نرى مرتضى بشكل جيد، وكان هناك من 200 إلى 250 فردا أعلى الكوبرى ومثلهم أسفله. حاولت ثنى الناس وأخبرهم أن هؤلاء بلطحية كانوا بيكسروا البندورة الخاصة برصيف الكوبرى، وكان جنب بعضهم زجاجات مياه غازية بها مواد سائلة مختلفة، البعض منها عسلى والبعض أبيض، وبفوهة كل منها قطعة قماش، وأعلم أنها يطلق عليها «مولوتوف» أو «كرات نار» كما تصفها وسائل الإعلام، وكانوا يقذفونها على المتظاهرين، سألت «دول مصريين وبيطالبوا بحاجات عشان خاطركم؟» رد أحدهم وسبنى بالدين وقال «لسه دابحين اتنين منهم الآن»، وبعض من كانوا حول مرتضى منصور كانوا يوجهون صغار البلطجية وأخبروهم يولعوا فى الشجر أمام المتحف وخلى مَن فوق سطح الفيلا يولعوا وكان معظمهم لا يتعدى 18 سنة، وأخذوا يقذفون المولوتوف على الشجر لإشعاله، فى هذا الوقت أدركت أنى لن أستطيع أن أفعل شيئا، وأخبرت محمد أنه لازم ننزل ونأخذ مكانا فى الميدان، فأخبرنى بأن لا نقلق لأن المولوتوف والكور مابيوصلوش للمتظاهرين، وأنا شايف المتظاهرين عددهم كبير ودول شوية بلطجية مالهمش لازمة، وبعد شوية هياخدوا بعضهم ويمشوا. فى هذا الوقت اتصل بى أحد أصدقائى اسمه محمد سعيد وقال لى «لازم تنزل حالا إنت ومحمد لأن وسائل إعلام كتيرة بتقول إن هناك ناس قادمين معهم كرات نار وهيحرقوا مَن فى الميدان»، أخبرته أنى هربت الصبح ولازم أحافظ على الميدان. فى هذا الوقت كنت أراقب كل ما يحدث من حولى وسيارة مرتضى وجدتها غادرت المكان، وعلى مدار الساعة شفتها مرتين فى نفس المكان، وأخذت قرارى أن أنزل الميدان، ومحمد قال لى «تعالى نروّح والمتظاهرين ربنا معاهم»، أعطيتهم مفاتيح عربتى والموبايلات بتاعتى وقلت له «هاحاول أنزل، ولو ماعرفتش هاروّح» وهو كان مصور مقطع فيديو 18 دقيقة بموبايله، أعطيت الفلاشة اللى عليها الفيديو لأمين سر اسمه شحاتة فى نيابة وسط القاهرة خلال التحقيق معى، ومعايا نسخة أخرى من هذا الفيديو، بعدين نزلت الميدان لقيت سلك شائك عند مدخل أحد الشوراع المؤدية للتحرير كان عاملة الجيش، ولقيت واحد بيقول لى «إنت رايح فين؟» قلت له «كنت فى الميدان الصبح وكنت فى اللجنة الشعبية اللى قدام المتحف و17 عربية تابعة للقوات المسلحة»، فدخلت فرقة اللجان التنظيمية بحجة أنها تقوم بجمع القمامة وواحد اسمه مصطفى من «6 أبريل» قال «كويس إنك جبت كسر طوب معانا»، قلت له «أنا مش جاى أكسّر طوب، أنا جاى أرد البلطجية عن الميدان، وأنا يا مصطفى شفت بلطجى كبير هو اللى بيحرض البلجية اسمه مرتضى منصور»، وهنا رد مرتضى من داخل الزنزانة بصوت عال «احترم نفسك، أنا مش بلطجى»، ردت المحكمة «هنوضع حد لهذا التدخل فى شهادة الشهود، يا قائد الحرس، نزل مرتضى منصور تحت»، وقرار المحكمة أن يُحرم من متابعة جلسة محاكمته. بعدها حاول مرتضى الحديث إلا أن المستشار مصطفى عبد الله ضرب بيده على المنصة بعنف وقال بصوت عال «لو سمحت انزل تحت»، فأقسم مرتضى «والله العظيم ده كذب، والقرآن بيكذب»، فحاول مراجعة المحكمة فى قرارها فقالت المحكمة «دى مش أول مرة يا مرتضى»، وقررت رفع الجلسة إلى حين إنزاله إلى الحجز.