الفيوم– محمد الزهراوي وأسماء أبو السعود ومحمد حفيظ وعبد الرحمن أبورية وشيماء سرور: الصرف الصحي بالمحافظات، مشاكل لا تنتهي، حيث "الشوارع غرقانة، وحوائط مصدعة، وروائح كريهة، وحشرات وباعوض"، كلها نتائج تكرار انفجار مواسير شكة الصرف الصحي الأمر الذي أدى تحول الشوارع إلى مرتعاً للحشرات والزواحف كالثعابين، حيث يعاني أهالي قرية السنباط التابعة لمركز الفيوم، منذ بداية رمضان، من غرق القرية بالكامل في مياه الصرف الصحي بسبب زيادتها وعدم وجود صرف صحي في القرية، واعتماد الأهالي على التخلص من الصرف الصحي في "ترنشات" فقط، ما أدى إلى ارتفاع منسوب الصرف فأغرقت الشوارع. وأكد المهندس خالد زكي "أحد أهالي القرية" أن المياه غمرت القرية، وتسربت إلى داخل المنازل، وفناء المدرسة الإبتدائية، ما تسبب في إصابة الأهالي بأمراض جلدية، وحساسية بسبب مياه الصرف والحشرات التي ظهرت وتكاثرت وأصبحت مثل الجيش وهجمت على مواطني القرية. أوضح أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى إلى المسؤولين بمجلس المدينة، والوحدة المحلية، ولكنهم لم يتحركوا، فإتجهوا إلى المحافظة، وتقدموا بشكوى إلى محافظ الفيوم المستشار وائل مكرم، لحل المشكلة ووعدهم بحلها لكن دون جدوى. وفي المنيا، تسيطر حالة من الغضب، على أهالي مدينة سمالوط، بسبب تكرار إنفجار مواسير شبكة الصرف الصحي ، حتى تحولت أغلب شوارع المدينة إلى برك ومستنقعات. وقال أهالي مركز سمالوط، وتحديداً بشارع مطرانية للأقباط الارثوذيكس، أنه رغم ان هذا الشارع متواجد به مطرانية ورماكز تجارية وفرع لأحجد البنوك الكبرى، إلا انه يعتبر مرتعاً للحشرات والزواحف "كالثعابين والعقارب"، بسبب إنتشار القمامة بالشوارع، نتيجة إنتشار مياه الصرف الصحي بالشارع، بسب إنفجارات مواسير شبكة الصرف الصحى وتهالكها، وعدم خضوع تلك المواسير للمواصفات اللازمة. مشكلة إنفجار مواسير لصرف الصحب بسمالوط ، لم تقف عند شارع المطرانية فقط، بل غنها تضرب اغلب شوارع المدينة، بسبب تهالك اكثر من 50% من مواسير الشبكة. وتغرق شوارع مدينة ملوي، في مياه الصرف الصحي، الأمر الذى أدى إلى تشقق بعض جدران المنازل، فضلاً عن انتشار برك مياه الصرف، مما يعوق الماره من الإقتراب من الشوارع المملؤه ببرك المياه. وقال أهالي مدينة ملوي، أن سبب تكرار إنفجارات مواسير شبكة الصرف الصحي، وجود عطل فني بمحطتي الصرف رقم 1 و3، الأمر الذي يؤدي إلى تكرار إنفجار مواسير الصرف، نتيجة وجود الشوائب بالمواسير. وفي حي شاهين غرب مدينة المنيا،حيث يعاني اهله من رشح مياه الصرف بجدران المنازل، الأمر الذي يهددها بالإنهيار. وفي بني سويف، يعيش أهالى قرية الجمهود التابعة لمجلس قروى دلهانس بمركز الفشن جنوب محافظة بنى سويف، والبالغ عددها 15 ألف نسمة، فالقمامة تحاصرها مدخل القرية من الخارج، والمياه تحاصر منازل أهالى المنطقة القبلية من الداخل وحولتها لبرك ومستنقعات، وفشل المسئولون فى معرفة المياه دخل البيوت فالبعض اعتبارها مياه صرف صحى، والبعض الأخر اعتبارها مياه شرب حسب كلام الأهالى. "التحرير" عاشت يوماً صعباً داخل أرجاء القرية والتى تبعد 18 كيلو عن مركز الفشن لتعرف على معاناة الأهالى بعد أن ترك بعضهم المنزل خشية من سقوطها بعد أن حاصرتها المياه. يقول سعيد إبراهيم "فلاح" المياه تحاصر منازلنا منذ 5 أشهور بالمنطقة القبلية للقرية واضطريت لترك منزلى والهجرة إلى منزل أخر خوفاً على حياتى وحياة أولادى بعد أن غمرتها المياه وأصبحت حياتنا فى خطر، والناس اللى معاها فلوس بتردم وبتعلى بسبب المياه والفقير أهو عايش لحد ما ربنا يكرمه بأى حاجة". ويضيف محمد عبد العظيم "طالب" "منظر المياه فى الشوارع أدلها 5 شهور وكل ما بتروح بتزيد، ورحنا المجلس أكثر من 6 مرات ومسئولين البيئة بيقولنا مياه شرب ومسئولين مياه الشرب بيقولنا مياه صرف صحى وأصحاب البيوت هجروا وعزلوا من البيوت". وينادى ربيع مصطفى "أولاد المنطقة إصابتهم الأمراض والحصبة وعاوزين نشوف حل للمياه اللى فى البلد ومحدش عارفها جيه منين ومسئول المجلس جه وقال هنبلغ ومحدش بلغ ولا سأل فينا بعديها". وفي سوهاج، يقول وجدي فراج ناشط حقوقي من مدينة دار السلام أن مستشفي دار السلام، تعوم علي مياه الصرف الصحي التي تهددها بالانهيار في أي وقت إضافة إلي الباعة الجائلين الذين يفترشون بضاعتهم أمامها بشكل يومي ومشكلات قسم الاستقبال مؤكدا أنه يتم نقل المرضي إلي مستشفيات المحافظة التي تبعد عنا أكثر من 60 كيلو متر. ويضيف محروس علم الدين أن شبكة الصرف الصحي منهارة لقدمها وعدم الاهتمام بها ناهيك عن الأطباء الذين يعلقون البسترات الخاصة بعيادتهم علي حوائط المستشفي من أجل علاج المرضي بأسعار باهظة علي مدار سنوات مما أرهقنا ماديا فضلا عن المعاملة السيئة دخل المستشفي وعدم تواجد الأطباء في الأوقات الرسمية. ومن جانبه قال الدكتور محمد عبد ألعال وكيل وزارة الصحة بمحافظة سوهاج في تصرح خاص للتحرير أن الوزارة رصدت 60 مليون جنيه لتطوير مستشفي دار السلام المركزي بنهاية العام الجاري علي أن يتم تطوير شبكة الصرف الصحي وجميع الأقسام الطبية وتحديثها بأجهزة متطورة إضافة إلي تطوير لتقديم أفضل خدمات علاجية للمواطنين. وفي مركز طما نجد أن مجزر مدينة طما لا يوجد به شبكة صرف صحي منذ إنشاؤه حيث تتراكم مياه الصرف الصحي الناتجة عن عملية الذبح طوال الوقت أمام المجزر وبمحيطه وهو ما ينتج عنه في بعض الأحيان سقوط الذبائح في مياه الصرف الصحي وقيام الجزارين بالاكتفاء بغسلها فقط ثم بيعها أو قيام البعض الآخر بإلقائها وقطع أرزاق الجزارين والعاملين معهم. ونجد قيام بعض أهالي قرى الأغانة والدويك والقرية يقومون بالاستعاضة عن عدم توفير شبكة صرف صحي بعمل بيارات وهو ما يعرضهم طوال الوقت للإصابة بالأمراض الخطيرة.