حمَّل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الغرب الجزء الأكبر والسبب الرئيسي فيما يعانيه العالم الآن، معتبرًا أنَّ الغرب احتضن كثيرًا من الإرهابيين، مطالبًا بضرورة العمل على مكافحة ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في البلاد الغربية. جاء ذلك خلال استقبال الطيب، مارين لوبان، رئيس حزب الجبهة الوطنية بفرنسا، بناءً على طلبها؛ بهدف انفتاح الأزهر على كافة الأطراف والتيارات الفكرية؛ للرد والتصدي على كل ما يسيء إلى الإسلام وسماحته وقبوله للآخر. وأكدت "لوبان"، احترامها الشديد للدين الإسلامي وسماحته، وأنها تفرِّق تمامًا بين الإسلام بهذه الصورة وبين الإسلام السياسي المتطرف الذي يلقى بظلاله على كثير من مناطق العالم، وأنَّها حزينة لأن الشعب الفرنسي لا يستطيع أن يفرق بين هذا وذاك. وعلق فضيلة الإمام الأكبر على كلام "لوبان" قائلاً: "لا يوجد إسلام سياسي وإسلام متطرف، هناك مسلمون معتدلون يفهمون صحيح الدين، وهم الغالبية، وآخرون متطرفون وهم أقلية أساؤوا فهم الدين". وطالبت لوبان أن يكون الأزهر على تواصل مع المؤسسات الفرنسية، من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام؛ نظرًا لمكانة الأزهر وفكره المعتدل الذي يحترم كافة الأديان والحضارات وحقوق المرأة، موضحةً أنَّها مع أن يعبر المسلمون الفرنسيون عن إسلامهم وأن يعيشوه بحرية مطلقة في فرنسا. وشدَّد الطيب على احترام الأزهر للآخر، موضحًا أنَّ جامعة الأزهر يدرس بها حوالي نصف مليون طالب، بينهم أكثر من 35 ألف طالب من جنسيات مختلفة، ما يؤكد أنَّ الأزهر الشريف يعمل على إرساء السلام في جميع أنحاء العالم.