باسم الشعب.. أكدت محكمة الجنايات أن مبارك استولى على أموال الدولة فى قضية القصور الرئاسية. وباسم الشعب قضت المحكمة -للمرة الثانية فى حكم نهائى- بحبسه مع ولديه علاء وجمال 3 سنوات وتغريمهم 125 مليون جنيه ورد 21 مليون جنيه. فها هو حكم قضائى يؤكد أن مبارك وولديه حرامية سطوا على أموال الدولة، وكانوا يستخدمون أجهزة الدولة ومؤسساتها وشركاتها فى خدماتهم الشخصية، بل وفى تشطيب عقارات خاصة لهم. وكان هناك تزوير فى محررات رسمية فى تلك القضية كما ذكرت المحكمة، وبالطبع كان يتم ذلك مرضاة لرئيس الجمهورية وقتها حسنى مبارك وولديه!! فقد كانوا يعتبرون الدولة ومؤسساتها عزبة خاصة بهم يتصرفون فيها كيفما يشاؤون. وقد حصلوا على أموال كثيرة بنفوذهم من الدولة.. واستطاعوا تهريبها إلى خارج البلد وفقا لإفادات دول أوروبية، التى جمدت أرصدة عائلة مبارك وبعض من رجال نظامه، ولم تستطع الدولة بمؤسساتها حتى الآن استعادة جنيه واحد من تلك الأموال. فلم يكن مبارك وولداه حرامية فقط سطوا على أموال الدولة، واستخدموها لمصالحهم الخاصة، فقد كانوا فاسدين.. نشروا الفساد فى الوطن، ولا تزال البلاد تعانى من فسادهم، فأهدروا حق الأجيال القادمة فى خيرات هذا البلد. ووزعوا أراضى البلد بتراب الفلوس على رجال أعمالهم، ليحصدوا المليارات منها من على قفا الشعب ومن حق الأجيال القادمة. وباعوا القطاع العام بثمن بخس من أجل العمولات والرشاوى. هل كان يتخيل أحد أن رئيس الجمهورية وولديه يطلبون هدايا من مؤسسات الدولة، ولعل مؤسسة «الأهرام» التى كانت تمنحهم الهدايا نموذج.. وأصبح ذلك أمرا معتادا فى المناسبات، وامتد ذلك إلى شخصيات كبرى فى نظام مبارك. وقد اعترف مبارك وعائلته بذلك، وردوا أموال الهدايا إلى «الأهرام»!! بل إن مبارك اعترف فى تحقيقات النيابة التى أجريت معه أنه حصل على فيلات شرم الشيخ له ولأولاده هدية من رجل الأعمال حسين سالم.. وهو اعتراف صريح بأنه كان مرتشيا ويقبل الهدايا مقابل الرعاية الخاصة لأصحاب تلك العطايا!! لم يعجبهم أن حولوا مصر إلى عزبة خاصة بهم، بل كانوا يطلبون الهدايا والعطايا من الناس ومن مؤسسات الدولة. كان نظاما فاسدا ومرتشيا. لم يكن الفساد على مستوى الأموال فقط التى أنهكت البلاد، وما زلنا نعيش فى تراث من الأزمات بسببهم، وإنما كان الفساد كذلك سياسيا! فمزجوا بين الثروة -التى حصلوا عليها بالتدليس والفساد- والسلطة.. ومنحوا رجال أعمالهم الحصانة التى تمكنهم من بناء إمبراطوريات ما داموا يدفعون المعلوم. وقدموا تسهيلات لرجالهم للمتاجرة فى الشعب، وتربحوا من الطعام الفاسد والعلاج الفاشل، والمواد المسرطنة، وكله برعاية سياسية من مبارك وأولاده ورجال نظامه. إى نعم تم التحقيق مع مبارك وأولاده فى قضايا مالية وجرت إحالته إلى المحكمة بتهمة قتل المتظاهرين فى أثناء ثورة يناير، والتى برأته المحكمة منها وما زالت أمام محكمة النقض حتى الآن، إلا أنه لم يجر أى تحقيق عن فساده السياسى الذى كان أحد الأسباب الرئيسية فى تعطيل هذا البلد وتأخره. وما زال الوطن يعانى من مآسى حكم 30 سنة من الفساد. ومع هذا ينظمون حملة علاقات عامة الآن لغسل سمعة مبارك ونظامه ورجال أعماله الذين نهبوا المليارات.. ثم يدعون الآن أنهم بيشحتوا!!