استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، بمقر رئاسة الجمهورية، وفدًا من أعضاء الكونجرس الأمريكي، برئاسة ديفين نونيز، رئيس لجنة الاستخبارات، في حضور سامح شكري، وزير الخارجية، وخالد فوزي، رئيس المخابرات العامة، وسفير الولاياتالمتحدة بالقاهرة، ستيفن بيكروفت. واستهل السيسي، بحسب بيان للرئاسة، اللقاء بالترحيب بأعضاء الوفد، مؤكدًا أن زيارتهم تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين البلدين، فضلًا عن حرص مصر على تعزيز هذه العلاقات وتنميتها، بما يصب في صالح الدولتين والشعبين المصري والأمريكي. ومن جانبه، أعرب رئيس الوفد، عن سعادته باستئناف المساعدات العسكرية لمصر، مضيفًا أن عددًا كبيرًا من أعضاء الكونجرس باتوا يتفهمون وجهة النظر المصرية، ويرغبون في تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع مصر، ومساعدتها على تجاوز التحديات التي تواجهها، فضلًا عن تعزيز التعاون مع مصر؛ لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. واستعرض السيسي التطورات التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى أن ما حدث في 30 يونيو كان تجسيدًا لإرادة الشعب المصري، الذي ثار على محاولات تغيير هويته، واستخدام الديمقراطية في تحقيق أهداف جماعة بعينها، وفرض إرادتها على حساب الوطن، مطالبًا بتفهم ما يدور في مصر في ضوء اختلاف ظروفها وطبيعة التحديات التي تواجهها. ونوه بضرورة قيام الدول الصديقة، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، بمساندة مصر على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ودعم الجهود المصرية الرامية إلى مواصلة عملية التنمية، وتوفير الأمن للشعب المصري، لما لذلك من انعكاسات إيجابية على استقرار منطقة الشرق الأوسط بأسرها. وفي سياق آخر، ذكر السيسي أن عملية الناتو غير المكتملة في ليبيا كانت لها عواقب وخيمة على الشعب الليبي الذي أضحى مصيره في أيدي جماعات متطرفة مسلحة دون وجود جيش وطني يحميه، مشددًا على ضرورة مساندة ودعم مؤسسات الدولة الليبية المتمثلة في الحكومة والبرلمان المنتخب، والجيش الوطني الليبي، ومساعدته على بسط سيطرته على كامل أراضيه، فضلًا عن ضرورة وقف إمدادات المال والسلاح للجماعات الإرهابية والمتطرفة المتواجدة في ليبيا، لمنع تحولها إلى بؤرة للتطرف والإرهاب تهدد المنطقة. وبيّن السيسي، ضرورة قيام المجتمع الدولي بالتعامل مع ظاهرة الإرهاب بمنظور شامل، لا يعتمد على الحلول الأمنية فقط، وإنما يشمل أيضاً الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، موضحًا أن هذه الجماعات المتطرفة تتبنى أفكارًا مغلوطة، لا تؤمن بالقيم الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف، الذي يدعو إلى التسامح والتعايش السلمي واحترام الآخر. وأبرز الرئيس وحدة المرجعية الفكرية التي تجمع بين كافة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، التي تسعى إلى فرض رؤيتها ومعتقداتها بالقوة على باقي المجتمع. وفي حين أبدى أعضاء الوفد تفهمهم للصعوبات التي تواجه مصر في المرحلة الحالية، وذكروا أن الخطوات التي تقوم بها تعكس رغبة حقيقية في التعامل مع كافة التحديات وتحقيق آمال وتطلعات الشعب المصري نحو غدًا أفضل. وأوضحوا أن مصر تعد حجز الزاوية وأساس الاستقرار في الشرق الأوسط، وأنهم سيستمرون في دعمها داخل الكونجرس الأمريكي، وتقديم كافة المساهمات الممكنة، بما في ذلك على الصعيد العسكري، لمساندتها في حربها ضد الإرهاب، سواء في سيناء أو لتأمين الأخطار التي تهدد أمن مصر القومي على حدودها الغربية.