قطرة ماء تساوى حياة لكل الكائنات علي كوكب الأرض، وفى مصر هبة النيل صارت نقطة المياه النقية بمثابة الكنز الكبير الذى يسعى المواطنين للحصول عليها، بعدما عجزت آليات الحكومة عن توفيرها، حيث تعانى غالبية محافظات الجمهورية من تلوث كبير في مياه الشرب، التى أصابت مواطنيها بالعديد من الأمراض من بينها الفشل الكلوي، وفيروس سي، ومن هنا أصبح البسطاء عرضة لإزهاق أرواحهم البريئة. فكثيرة هي المشكلات التي تواجه مواطني محافظة سوهاج، والتي بحسب بيان صادر عن المركزي للإحصاء والتعبئة العامة، ذكر أن سوهاج هي الثالثة فقرًا واحتياجًا علي مستوي الجمهورية، وترصد «التحرير» بالفيديو والصور مشكلة كبري تنتظر الحلول العاجلة من المسئولين، نعرضها فى التقرير التالى.. تعاني قرية المدمر بمدينة طما شمال محافظة سوهاج، والبالغ عدد سكانها حوالي 50 ألف نسمة، وتضم في ثناياها عشرات النجوع، من ارتفاع نسبة الأملاح بمياه الشرب، حيث أصبح حلم البسطاء هناك كوب ماء نقي، وسط غياب واضح من مسئولي المحافظة فى مواجهة هذا الخطر. يقول الحاج أحمد من أعيان القرية، أنه تبرع بإنشاء مرشح صغير للمياه بتكلفة 200 ألف جنيه، بجانب مصاريف شهرية 1300 جنيه، متمثلة في تغيير فلاتر المياه، وشمعات التنقية، والمادة المستخدمة في عليمات التحلية، وقتل الميكروبات والبكتيريا، بجانب مرشحين آخرين بالقرية بالجمعية الشرعية، والثاني تبرع من أحد القادرين ويعمل بدولة أوربية لمساعده أهل بلدته. ويضيف المتبرع، أن المرشح الصغير يعمل علي تحليل مياه الشرب عبر 3 فلاتر، و7 شمعات لكلورة المياه الواردة من الشبكة وتنقيتها، حتى لاتتضر المواطنين بأي مكروه، مطالبًا الدولة بالعمل علي إنشاء مرشح مياه بالقرية علي مساحة كبيرة لاستيعاب أعداد اكبر. وعن أراء المواطنين قال محمود حمدان، أن مياه الشرب الموجودة بالقرية غير صالحة وبها ترسبات رملية، تسبب فى تحول لونها إلى الأصفر، متسائلًا عن دور المسئولين تجاه هذه الكارثة الإنسانية. أما عمران إبراهيم، فقد أكد أن كان لديه رأس ماشية أصيبت بمرض، بسبب تلوث المياه جعلها تقطر دمًا حتى نفقت وألقاها بمصرف القرية، بالرغم من أنه قام بشراء بعض الأدوية البطيرية لعلاجها بمبلغ 500 جنيه لكن دن جدوي. ويضيف عدنان موسي بأن أحد أبناء القرية اشتكي من مشكلة في التبول فذهب به والده إلي الطبيب، وبعد إجراء الفحوصات والتحليل تبين ارتفاع نسبة الأملاح بداخل جسم نجله بسبب مياه الشرب، وطلب منه أن يشربوا مياه نظيفة حتى لا يصابوا بمكروه. وعن رد المسئولين، أكدوا أن هناك تخطيط ودراسة جدوى لتشغيل محطة أم دومة، ومحطة السكساكة بمدينة طما، لحل مشكلات المياه في 30 قرية محرومة، تعاني من تلوث المياه في الجهة الغربية منها قرية المدمر المذكورة. وتضع «التحرير» هذه المشكلة بين أيدي محافظ سوهاج الدكتور أيمن عبد المنعم، واللواء محمود نافع رئيس شركة مياه الشرب، وجميع المسئولين بالمحافظة، سعيًا لتقديم حلول عاجلة لهؤلاء البسطاء الذين يواجهون الموت بسبب أمراض الفشل الكلوي وأمراض الكبد، وكافة الأخطار التى تواجههم جراء المياه الملوثة.