في ظل ابتعاد المسئولين بمحافظة سوهاج عن المشاكل الحيوية التي يعانيها أغلب سكان المحافظة واتجاههم إلي التجميل وتزيين الشوارع الرئيسية ما زال آلاف من سكان القري يعانون تفشي الأمراض الخطيرة والمزمنة لتلوث مياه الشرب وزيادة نسبة المنجنيز بها. ويقول صبري عبد الرحيم المعبدي مركز طما : تعاني قري طما والمدينة من تلوث مياه الشرب منذ زمن طويل لدرجة أن بعض أهالي المدينة والقري يحضرون حاجاتهم من المياه بقرية العتامنة أو قرية سلامون وجزيرة طما لجودة المياه بها ومعظم أهالي مدينة طما وقراها قاموا بشراء فلاتر لتنقية مياه الشرب حرصا علي صحتهم وصحة ذويهم في ظل تقاعس الأجهزة المعنية في عدم الانتهاء من محطة مياه الشرب النقية المقامة منذ أكثر من عشر سنوات وما زال العمل متوقف بها. أضاف محمد فؤاد من قرية سفلاق مركز ساقلتة' بالرغم من تقدم العديد من أهالي قري ساقلتة بشكاوي عديدة لتلوث مياه الشرب وإصابة العديد من الأهالي بالأمراض المزمنة فإن المسئولين ودن من طين وودن من عجين فاضطر الأهالي لعمل وقفة احتجاجية أمام ديوان عام المحافظة احتجاجا علي زيادة نسبة الشوائب بمياه الشرب والتي تتم تغذية القري بها عن طريق آبار ارتوازية وخشية الأهالي من الإصابة بحالات تسمم. وأكد فؤاد محمود مدرس أنه يوجد العديد من قري سوهاج لا تزال تعتمد علي المياه الارتوازية وارتفاع نسبة الحديد والمنجنيز بها مما يتسبب في إصابة المواطنين بالعديد من الأمراض خاصة مرض الفشل الكلوي. وتساءل عبد السلام الشريف: إلي متي تستمر معاناة أهالي سوهاج من مشكلة مياه الشرب فقد أصبح الأهالي في خطر دائم بسبب تلوث المياه بالشوائب وزيادة نسب المعادن والأملاح المختلفة بها مما يعرضهم للأمراض المزمنة وغالبية المواطنين بمحافظة سوهاج من محدودي الدخل وليس في استطاعتهم الحصول علي فلاتر لتنقية مياه الشرب. وتعجب أحمد حسيني مدينة الكوثر: المياه شبه منقطعة تماما وتصل إلينا كل ثلاثة أو أربعة أيام لعدة ساعات مساء وتصل مرات عديدة لا يمكن استخدامها نظرا لكثرة الشوائب بها مما اضطرني لشراء فلتر إلا أنني منذ عيد الفطر لم يستخدم هذا الفلتر إلا مرة واحدة فقط والعجيب في الأمر أن المياه في بعض الأحيان تأتي نظيفة ولا يوجد بها شوائب ونقية بدون فلتر فماذا يحدث في محطات المياه؟. من جانبه, أكد المهندس محمود نافع رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي, منذ أن تسلمت الشركة بدأت في تخصيص خط ساخن125 لتلقي شكاوي تلوث المياه وفور الإبلاغ يتم الدفع بلجنة من معامل الشركة ويتم أخذ عينات من المياه وفحصها وإعداد تقرير عن كل حالة وعدم وجود تلوث فعلي وانه مجرد تغيير في لون أو طعم. وأكد أن التقارير المعملية تؤكد أن المنجنيز والأملاح بها في النسب المسموح بها للاستخدام الآدمي وأن مياه الشرب النقية وصلت إلي أكثر من97% من سكان محافظة سوهاج. وأضاف أنه لن يتردد في إغلاق أي محطة تثبت التحاليل أن مياهها غير مطابقة للمواصفات أو غير صالحة للاستهلاك الآدمي, مؤكدا أنه تم إغلاق453 بئرا ارتوازية لارتفاع نسبة الحديد والمنجنيز والأملاح بها. وقال الدكتور محمد عبد العال وكيل وزارة الصحة إن مستشفيات سوهاج لم تشهد خلال الفترة الماضية أي حالات مرضية بسبب تلوث أو عدم صلاحية مياه الشرب, مشيرا إلي أنه وبصفة منتظمة عندما تختلف نتائج التحاليل نقوم بعمل مسح شامل للمحطة لتحديد الموقف وإذا وجد أي شيء يتعلق بصحة المواطن تتخذ إجراءات الغلق فورا والعرض علي المحافظ. وأشار إلي أنه يتم اخذ عينات عشوائية علي فترات, لأن الصحة هي الرقيب الوحيد علي مسألة متابعة تلوث المياه لأنها تؤثر بشكل مباشر علي صحة المواطن.