جمهور الأهلي مازال يحلم بتكرار سيناريو المواسم الماضية عندما كان فريقة يأتي من بعيد ويقتنص بطولة الدوري في الأمتار الأخيرة ليهدي الفرحة إلى عشاقه ويصدر الحسرة لمنافسية وحساده.. نفس الجمهور يعلم في قرارة نفسه أن الأمر أشبة بالسراب هذا العام لأسباب عديدة تتعلق بسياسة وقدرات عناصر المنظومة الحالية التي تختلف شكلا وموضوعا عن مثيلتها داخل المنظومة السابقة. كي لا أتهم بالتعصب أو التشاؤوم سأعقد معكم مقارنة كروية بين الأهلي الأن والأهلي الذي كان: 1- اللاعبون: الفريق السابق كان مكون من مجموعة مواهب مميزة تم انتقاؤها بعناية ثم أضيفت إليها كوكبة من الناشئين الواعدين الذين تم تصعيدهم ليكونوا سندا ودعما.. وقتها كان من النادر أن تجد لاعبا أهلاويا خارج قوائم منتخبات مصر المختلفة! التشكيلة الحالية تعتمد في المقام الأول على نفس العناصر القديمة التي أوشك عمرها الافتراضي على الانتهاء أما الصفقات الجديدة فلم يحسن اختيار معظمها ووضعت على لائحة الاستغناءات دون أن يستفاد منها شيئا مثل: إسلام رشدي ولؤي وائل وأحمد عبد الظاهر وصلاح الدين سعيدو ومحمد فاروق وشريف حازم، بالإضافة إلى المحترف البرازيلي هيندريك الذي يبدو أنه يعاني من إصابة مزمنة. 2- الإداريون: كان هناك لجنة للكرة تقوم بمهمة إدارة شئون الفريق باستقلالية كاملة، بالإضافة إلى توليها ملف التعاقدات والتجديدات التي كانت تتم بسرعة وكفاءة وسرية بإشراف من القدير المكير عدلي القيعي، تم إلغاء هذه اللجنة في العهد الجديد وإسناد كل تخصصاتها إلى شخص واحد هو علاء عبد الصادق الذي فشل في إدارة غالبية الملفات التي تولاها مثل التجديد لأحمد فتحي وفرض سياسة الضبط والربط على اللاعبين الذين خرج بعضهم عن الإطار المسموح دون أن تتم معاقبتهم!. 3- المدير الفني: مانويل جوزية قاد الفريق إلى المجد طوال سنوات طويلة سلم بعدها الراية لمساعدة حسام البدري الذي استمر في حصد البطولات قبل أن يترك مكانه لمعاونه محمد يوسف كي يواصل مشوار الحصول على الألقاب، بذلك تكون إدارة النادي السابقة قد اتبعت نفس السياسة الناجحة لكبرى الفرق والمنتخبات العالمية التي تخلف المدرب الراحل بمساعدة الأول.. جاريدو المدير الفني الحالي نزل علينا بالبراشوت رغم أنه لا يمتلك القدرة على قيادة فرق القمة ولا يتفهم طموحات جماهيرها بعد أن ظل طوال عمره التدريبي يمرن أندية الوسط التي تسعى فقط للبقاء في الدرجة الأولى!. 4- مجلس الإدارة: صالح سليم وحسن حمدي كانا يمتلكان خبرة إدارية وفنية مكنتهما من تحقيق طفرة غير مسبوقة على المستوى الرياضي والاجتماعي في حين بدأ محمود طاهر ولايته بالتركيز على الأعمال الإنشائية للفرع الجديد الذي يخدم فقط الأعضاء المشتركين متجاهلا تقديم الدعم الكاف للفرق الرياضية التي تحظي بحب ملايين المشجعين!. 5- الجمهور: رواد المدرجات كانوا سابقا من الأهلاوية المخلصين المتحمسين أما الأن فهم أعضاء الأولتراس المنفلتين المدمرين!. القلعة الحمراء في حاجة إلى ثورة تصحيح شاملة.