شهد صباح اليوم الأربعاء، اليوم الثالث والأخير من الاقتراع في الانتخابات العامة بالسودان، إقبالًا نسبيًا، مقارنة باليومين الماضيين مع هدوء أمني، في مدن مختلفة من أنحاء السودان، باستثناء بعض اللجان التي تم فتحها للناخبين في ولاية الجزيرة، في وقت متأخر، والتي قررت مفوضية الانتخابات المد لها. وخلال أول ساعتين من فتح صناديق الاقتراع في اليوم الثالث من الانتخابات العامة التي تقاطعها فصائل المعارضة الرئيسية، شهدت أحياء العاصمة الخرطوم، حركة نشطة للجان التعبئة الخاصة بالحزب الحاكم لاستثمار ما تبقى من ساعات قبل الإغلاق النهائي للمراكز في ال 7مساء بالتوقيت المحلي. وفي مركز مدرسة البراء بن مالك بحي "السلمة" جنوبالخرطوم، اصطف نحو 10 نساء بعضهن وصلن عبر سيارة تتبع للجان الحزب الحاكم للإدلاء بأصواتهن. وقال أحد موظفي مفوضية الانتخابات بالمركز، إن "نحو 800 شخص أدلوا بأصواتهم حتى الآن من جملة 3 آلاف مقيدين في السجل الانتخابي"، مُرجحًا أن تشهد الساعات المتبقية اقبالًا أوسع. وفي مركز مدرسة الاتحاد بحي "الحاج يوسف" شرق الخرطوم، كانت حركة الناخبين أكبر مما كانت عليه خلال اليومين الماضيين، لكن في مركزين بمنطقة أمبدة غرب الخرطوم، لم يكن هناك إقبال يذكر. وبدت في مدينة "الفاشر" أكبر مدن إقليم دارفور المُضطرب غربي البلاد، حركة الناخبين أكبر من اليومين الماضيين خصوصًا في أوساط النساء مع حركة أوسع للجان التعبئة الخاصة بالحزب الحاكم وأحزاب أخرى في مختلف أحياء المدينة. وكذلك الحال في مدينة "نيالا" عاصمة ولاية جنوب دارفور، والتي تُعتبر المركز التجاري للإقليم المضطرب الذي يقطنه نحو 7 ملايين نسمة. بينما لم تشهد المراكز الانتخابية في مدينة "مدني" عاصمة ولاية الجزيرة زيادة في معدلات الإقبال مقابل مراكز أخرى لم تفتح منذ اليوم الأول، بسبب أخطاء لوجستية أقرت بها مفوضية الانتخابات في وقت سابق. وكان المتحدث باسم مفوضية الانتخابات الهادي محمد أحمد، تحدث أمس في مؤتمر صحفي، قائلًا "إن 152 مركزًا بولاية الجزيرة لم يبدأ فيها الاقتراع، بسبب أخطاء في توزيع بطاقات الاقتراع وسجلات الناخبين". وأشار إلى أنه سيتم تمديد الاقتراع يومين في هذه المراكز مع إجراء تحقيق حول أسباب هذه الأخطاء. وأضاف المتحدث باسم المفوضية "شهد 16 مركزًا أيضًا أخطاء مماثلة في ولاية وسط دارفور، بينما أغلقت 3 في ولاية جنوب كردفان بعد أن هاجمها متمردون مسلحون أستولوا على بعض محتوياتها". وقررت المُفوضية بالأمس تمديد زمن الاقتراع لتغلق الصناديق في ال 7 مساء بدلًا عن ال 6 مساءً في كل ولايات البلاد. وحسب ما أعلنته المفوضية في وقت سابق، ستبدأ على الفور عند إغلاق مراكز الاقتراع عملية فرز وعد الأصوات بحضور مناديب الأحزاب، على أن تعلن نتيجة كل مركز على حدة، بينما تعلن النتائج النهائية الكلية في 27 أبريل الجاري. ويصوت الناخبون على 7 بطاقات الأولى خاصة بمنصب الرئاسة الذي يتنافس عليه 15 مرشحًا بجانب الرئيس عمر البشير وأغلبهم مستقلون ولا يشكل أي منهم تهديدًا جديًا له. وتشمل عملية التصويت 3 بطاقات خاصة بالبرلمان "الأولى للدوائر الجغرافية، والثانية للقوائم الحزبية النسبية، والثالثة لقوائم المرأة"، التي تستحوذ على 25 % من مقاعد البرلمان بنص الدستور، علاوة على ذلك توجد 3 بطاقات مماثلة لانتخاب مجالس تشريعية للولايات البالغ عددها 18 ولاية. أما في الانتخابات الرئاسية، يخوض السباق على منصب الرئيس 16 مرشحًا، بينهم الرئيس الحالي عمر البشير ذو الحظ الأوفر في الانتخابات التي تقاطعها معظم أحزاب المعارضة التي تحظى بشعبية في السودان، وتشمل حزب "الأمة القومي" بزعامة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، وحزب "المؤتمر الشعبي" بزعامة حسن الترابي، و"الحزب الشيوعي السوداني".