كتب - أحمد البرماوى: «الترافيك» كلمة لا يهتم بها كثير من المستخدمين للإنترنت، لكنها تعنى كثيرا بالنسبة إلى مقدمى المحتوى المقروء والمسموع والمرئى على الشبكة العنكبوتية، ف«الترافيك» أو حركة المررو عبر الإنترنت تعنى حصيلة أكبر من الأموال، وازداد الصراع خلال السنوات الأخيرة بين مقدمى المحتوى العربى على الإنترنت للحصول على أكبر قدر ممكن من «الترافيك»، سواء بالشكل الحقيقى أو الوهمى.. فلم تعد تفرق كثيرا لدى مقدمى تلك الخدمة الحقيقى من الوهمى، ما دام أن ذلك يرفع من أرصدتهم ومكانتهم أمام المعلنين. ببساطة «الترافيك» هو عبارة عن حجم البيانات التى يتم نقلها من وإلى الموقع، سواء عن طريق التصفح أو عن طريق التحميل، أو أى شكل من أشكال تبادل البيانات، وهو يعنى باختصار عدد الزوار الذين دخلوا إلى موقعك شهريا. منتصف العام الماضى شهد أزمة كبيرة بين كبريات الصحف المصرية، والتى تملك بوابات إخبارية على خلفية اتهام كل طرف منهم للآخر بشراء «ترافيك وهمى» أو عدد من الزيارات الوهمية، بهدف رفع تصنيفهم، ليتصدروا قائمة المواقع المصرية، وهو ما حدث بالفعل، ونجح بعضهم فى ذلك، لتزداد الخلافات وتصل إلى حد التلاسن بين الصحفيين فى تلك المؤسسات بأن كلا منهم يشترى «ترافيك» وهميا لتضليل المعلنين بحجم الزيارات الشهرية من المستخدمين. خبراء تكنولوجيا المعلومات أكدوا تنامى ظاهرة شراء «الترافيك» الوهمى خلال الفترة الأخيرة وإنفاق آلاف الدولارات الشهرية فى هذا الإطار. وأوضح المهندس محمد سليم، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن هناك بعض الشركات المتخصصة فى التسويق الإلكترونى تقوم بإنشاء عديد من الخوادم «السيرفرات» لمثل تلك الأعمال، وتختص تلك «السيرفرات» برفع معدلات الزيارات للمواقع، حسب ما يدفعه صاحب الموقع، وتقوم تلك «السيرفرات» بتغيير ال«IP» الخاص بها بشكل أوتوماتيكى عشرات آلاف المرات، ومن ثم ترتفع عدد الزيارات، وترتفع قيمة الموقع التسويقية والتجارية وكذلك فى تصنيف موقع «أليكسا». ولفت إلى أن هذا أصبح «بزنس» منتشرا، ويمكن لبعض الأشخاص القيام به من المنزل، ويمكن استئجار سيرفرات لعمل زيارات وهمية، وأن تكلفته فى البداية يمكن تعويضها من الإعلانات التى سيتحصل عليها صاحب الموقع بعد ذلك. وأشار إلى أن مؤسسى المواقع فى مصر يعتبرون الإفصاح الحقيقى عن بياناتهم وعدد الزوار يعد سرا حربيا، لذا يفضل كثيرون الاستشهاد بالترتيب على موقع «أليكسا»، وهو الموقع الذى يعد مقياسا غير حقيقى فى جميع الأحوال. فى الوقت الذى انتقد فيه خبراء إعلام تدافع بعض المواقع على «الترافيك» من خلال الترويج لمحتوى غير أخلاقى، عبر عناوين مثيرة لجذب أكبر قدر ممكن من المستخدمين، مشيرين إلى أن صفحات التواصل الاجتماعى أصابت مديرى المواقع الإلكترونية ب«الهوس»، حيث أصبح كل مشترك جديد على الصفحات بمثابة أموال فى الحصيلة، وليس متلقيا للخبر أو المعلومة الدقيقة.